في مثل هذا اليوم ٢٨ أغسطس ١٨٧٨ تم تأليف أول نظارة مصرية
دمياط/فريده الموجى
(أول حكومة في تاريخ مصر الحديث)
فى ٢٨ أغسطس ١٨٧٨، أصدر الخديو إسماعيل أمرًا بإنشاء أول مجلس للنظار فى تاريخ مصر، وعهد إلى نوبار باشا بتأليف النظارة، بعد ضغوط كبيرة من الدول الأوروبية للحد من ديكتاتورية الخديوي فى إدارة الدولة المصرية ماليًا.
وقد أرسل نوبار باشا الرد فى نفس التاريخ يفيد بتشكيل النظارة على النحو التالى:
نوبار باشا: رئيس مجلس النظار وناظراً للخارجية والحقانية (العدل)
راتب باشا: ناظر الجهادية (الجيش).
رياض باشا: ناظر الداخلية.
علي باشا مبارك: ناظر الأوقاف والمعارف العمومية.
وبعد مرور شهر من تشكيل النظارة، أصدر الخديو أمرًا بتعيين المستر ريفرس ويلسن «اللإنجليزى» ناظرًا للمالية، والمسيو دى بلينير «الفرنسي» ناظرا للأشغال العمومية.
• ظروف تشكيل أول نظارة:
سجلت مجموعة التدخلات الأجنبية التى عانت منها مصر خلال السنوات الأخيرة من عهد إسماعيل، مولد أول نظارة مسئولة فى تاريخها الحديث، وكان نوبار باشا كان قد شارك فى الضغط على إسماعيل ليقبل بقرارات لجنة التحقيق الأوروبية، وخاصة فيما يتعلق بالحد من سلطات الخديو المطلقة، وتشكيل مجلس نظار وطنى مع وجود ناظرين «إنجليزى وفرنسى».
وصدر قرار تشكيل النظارة باللغة الفرنسية، وبلغ عدد الجلسات 30 جلسة، وكان من أهم قرارتها هو القرار الذي اتخذته فى الاجتماع الأول، باستدانة مبلغ 250 ألف جنيه من أحد البنوك لتمويل نفقات الحكومة؛ وذلك بضمان أراضى العائلة الخديوية والتى آلت إلى الحكومة، كما تقرر إلغاء الدعم النقدى الذى تقدمه الحكومة للصحف البالغ 5000 جنيه، وإلغاء الدعم المقدم إلى التلغراف بمبلغ 8000 جنيه.
بالرغم من سياسة التقشف التى اتبعها نوبار، إلا أن مجلس النظار وافق على زيادة الإعانة السنوية التى تقدم للجامع الأزهر إلى 1000 جنيه، التي تستخدم فى إعاشة الطلاب الفقراء؛ كذلك وافقت الحكومة على استمرار صرف المنحة السنوية التى تقدمها الحكومة إلى راهبات الرحمة وقدرها 90 إردبا من القمح.
ومن الأحداث الملفتة فى هذه الفترة، أن السلطات البحرية قبضت على أحد الأشخاص فى ترسانة الإسكندارية، واحتجزته 19 يومًا وعذبته عذابا شديد لانتزاع اعترافا منه بجريمة لم يرتكبها، وأرسل أهله شكوى إلى نوبار باشا، الذى حقق فى الواقعة وتبين أن الشخص يعمل مرشدًا لمكافحة تهريب الدخان والمخدرات