يحاصرونه من خلال عائلته.. “اليمين” يلاحق “سانشيز” بقضايا فساد
متابعة/ احمد مقبل شلامش
تمر حكومة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بمنعطف حرج، في ظل تحقيقات الفساد التي تستهدف أفراد عائلته وحزبه بحسب “بولتيكو”.
ويثير هذا الادعاء حزب الشعب المحافظ المعارض، على لسان المتحدث باسمه كوكا جامارا، بالتزامن مع إجراء ثلاثة تحقيقات منفصلة تؤثر على أشخاص مقربين من سانشيز.
ويصر حلفاء الزعيم الاشتراكي على أن الفضائح هي جزء من حملة ملاحقة ذات دوافع سياسية وتتزامن مع الصعوبات التي يواجهها في الحفاظ على أغلبية برلمانية هشة، بالتزامن مع التحقيقات المتعلقة بزوجته وشقيقه، إضافة إلى الذي تورط فيه أعضاء كبار في حزبه.
تحقيقات مع زوجة “سانشيز”
وتخضع زوجة سانشيز، بيجونيا جوميز، للتحقيق منذ أبريل في أعقاب مزاعم بأنها استخدمت منصبها كزوجة لرئيس الوزراء للتأثير على منح العقود الحكومية، كما تخضع للتحقيق بتهمة الاستيلاء على برامج من جامعة كومبلوتنسي حيث كانت تعمل.
وفي 18 ديسمبر، ظهرت للمرة الثالثة أمام القاضي الذي يقود التحقيق، ونفت ارتكاب أي مخالفات.
هدد سانشيز بالاستقالة بسبب ما قال إنه محاولة “لنزع الصفة الإنسانية عن الخصم السياسي ونزع الشرعية عنه من خلال اتهامات فاضحة وكاذبة”.
ورغم أن القضيتين المتعلقتين بأفراد من العائلة قد هيمنتا على عناوين الصحف اليمينية، يتوقع العديد من المراقبين أن يتم حفظهما في نهاية المطاف.
شقيق رئيس الوزراء
وفي قضية منفصلة، يخضع شقيق سانشيز الموسيقي ديفيد سانشيز للتحقيق بتهمة ارتكاب مخالفات أثناء تعيينه مديرًا لمكتب الفنون المسرحية في مقاطعة باداخوز الجنوبية الغربية، ومن المقرر أن يدلي بشهادته أمام المحكمة في التاسع من يناير.
وكانت منظمة الحملة اليمينية “مانوس ليمبياس” قد رفعت الشكاوى القانونية التي أدت إلى إجراء التحقيقين، والتي وصفها حلفاء سانشيز بأنها جزء من حملة يمينية تشمل وسائل الإعلام والقضاة المتورطين سياسيًا لتقويض حكومته.
حصار عائلته
وقالت ماريا خيسوس مونتيرو، وزيرة المالية ونائبة الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، لسانتشيز في تجمع جماهيري أقيم أخيرًا: “نحن نعلم أنهم يريدون محاصرتك من خلال عائلتك، ونحن نعلم أنهم يلاحقونك لأنك تمثل أفضل ما في التقدم في إسبانيا”.
ولكن من المرجح أن يكون التحقيق في أنشطة رجل الأعمال فيكتور دي ألداما أكثر ضررًا، إذ يزعم ألداما أنه كان الوسيط في دفع العمولات لأعضاء الحكومة في مقابل منح عقود الأشغال العامة لشركات خاصة.
أزمة في الحزب الاشتراكي
كمل تم توريط خوسيه لويس أبالوس، وزير النقل والأشغال العامة الأسبق والشخصية البارزة في الحزب الاشتراكي الإسباني، في أعقاب اعتقال مستشاره المقرب، كولدو جارسيا، في فبراير.
ورغم أن الحزب الاشتراكي الإسباني تحرك بسرعة لطرد أبالوس الذي يصر على براءته، فإن ألداما قدم المزيد من المزاعم التي تورط اشتراكيين بارزين آخرين، وكان آخرها عندما أدلى بشهادته أمام المحكمة في 17 ديسمبر.
وفي حين لم يقدم ألداما أي دليل قاطع لإثبات ادعاءاته، قدمت المعارضة التحقيقات الثلاثة المنفصلة كدليل على أن معاناة الحزب الاشتراكي الذي ينتسب له بيدرو سانشيز.
وقال جامارا، المتحدث باسم الحزب الشعبي: “من الجبن المطلق أن يقولوا إنهم يتعرضون للاضطهاد، لأنهم لا يتعرضون للاضطهاد، وهذه حقائق، وهذا هو القانون الجنائي”.
حكومة فقدت السيطرة
بدوره قال بابلو سيمون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كارلوس الثالث في مدريد، إن التحقيقات الثلاث لها تأثير سياسي، إلى جانب تأثيرها القانوني فقدت الحكومة السيطرة على جدول الأعمال، وبالتالي أصبحت غير قادرة على ضمان مناقشة القضايا التي تريد التحدث عنها تمثل الاقتصاد.
وتكافح حكومة سانشيز للاستفادة من مثل هذه المؤشرات في الوقت الذي تصد فيه الهجمات المتعلقة بالفساد وتدافع عن التنازلات التي قدمتها للحفاظ على أغلبيتها البرلمانية سليمة.