وبشر الصابرين
بقلم : سامى ابورجيلة
إن الله لا يبتليك بشيء إلا وبه خير لك حتى وإن ظننت غير ذلك، فلولا البلاء لكان يوسف عليه السلام مدللا في حضن أبيه ، ولكنه مع البلاء صار عزيز مصر، أفنحزن بعد هذا ؟!
كونوا على يقين أن هناك شيء ينتظركم بعد الصبر، ليبهركم فينسيكم مرارة الألم
ألم يقل ربكم (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
هذا فى الدنيا والآخرة، وليست الآخرة فقط، ولكن لابد من الابتلاء والاختبار، كى نفرق الغث من الثمين (الم احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
لذلك المؤمن الحق هو من يتقبل أقدار الله جميعها بصبر جميل ، وطمأنينة، ويعلم أن كل شئ مقدر له سيلاقيه حتما، فكما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ” ماأصابك لم يكن ليخطأك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك “
وكذلك يعى تماما أن كل شئ خير مادام من عند الله، كما قال صلى الله عليه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، ان سره شئ شكر ، فكان خير له، وإن ضره شئ صبر، فكان خير له)
والمؤمن يعلم أن فى البلاء نعم كثيرة، إما أنه مطهر للذنوب، أو رافع للدرجات، أو إختبار لتظهر معدنك وقوة ايمانك، لذلك المؤمن يصبر على قضاء الله وقدره، ولا يجذع (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين )
فلا يكون المؤمن مثل الذى قال فيه ربه (ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير أطمأن به، وإن أصابته غتنة أنقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين)
والبلاء والاختبار له وجوه عديدة ، اما مرض بعد صحة، او فقر ونقص مال بعد غنى، أو فقد لعزيز، أو غلاء، ووباء، وبلاء يصيب البلاد والعباد .
فهنا تظهر حقيقة المؤمن الحق، لأنه يعلم أن الأقدار كلها بيد الله وحده، ولا شئ يحدث فى كون الله إلا بمراد الله، فلا يجذع، ولكن يعلم أن له وللكون ربا يقدر المقادير فلا يقل الا مايرضى ربه وليقل (إنا لله وإنا اليه راجعون)
إنها البشرى، والأمان، والرفعة لكل من صبر على بلاء الله، وأقدار الله.