والدة الطفلة المعجزة ” بتول حماد” واجهت الواقع بمزيد من الشجاعة وتقبل قضاء الله
كتبت /حنان عبدالله
_ لمساتها الحانية تحتوي وجهها الصغير وهي وتداعبها برقة وتغرقها بالقبلات ، متجاهلة هذه النظرات الحادة التي حاصرها بها من حولها ،
_اماني عبدالفتاح الحاج والدة البطلة المعجزة” بتول حماد “التي حصدت المركز الثاني جمهورية ” ميدالية فضية” في الأولمبياد مسابقة ألعاب القوي لعبة رمي الجلة ثقل ٤ كيلو جرام لذوي الإحتياجات الخاصة والمؤهلة لبرلين 2023، فقدت كانت طفلتها الرضيعة من ذوي الإحتياجات الخاصة
تتحدث اماني عن تجربتها مع بتول قائلة:
_ كانت ملامحها تؤكد أنها لا تستطيع التجاوب معي فهي شبه غائبة عن الإدراك ، إلا أن الغريب أنه بعد فترة وجيزة من مداعبتي لهابدأت تحرك يدها بنفس حركتي وتربت على كتفي مثلما أفعل في مشهد عجيب يثير المشاعر .
و أدركت حينها أن هناك لغة خاصة تجمع بيني وبين طفلتي هي لغة من نوع خاص لغة الحب والحنان .
لا شك أن ميلاد طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في الأسرة يعد حدث جلل قد يصفه البعض بالصدمة ، وقد يعتبره البعض محنة إلا أن القليلين من يعدوه منحة ربانية ..
كيف تخطيتي هذه المحنة وكيف تعاملني معها؟
في بداية الأمر تأثرت قليلا ولكن تمالكت نفسي ورضيت بقضاء الله وقدره واحتضنتها وتقبلتها إنها هدية من الله عز وجل ويجب المحافظة عليها وعمل المستحيل لتكون لها مستقبل يفوق اقرنائها الأصحاء
_ ومن هنا سنحاول التركيز على دور الأم في رفع كفاءة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهي الشخص الأكثر التصاقاً بالطفل خاصة في سنيه الأولى:
حدثينا عن دورك ما بعد الولادة؟
في المعتاد تمر الأم عند ولادتها لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بعدة مراحل.. أولها مرحلة الصدمة حيث تكون متوقعة ولادة طفل جميل تضع فيه كل آمالها، ولكنها تفاجأ بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي لا تمتلك الخبرة الكافية لكي تتعامل معه وتلبي جميع احتياجاته..فكان لزاما على أن اواجه الواقع بمزيد من الشجاعة وتقبل قضاء الله بالصبر والرضا ..
– أن أطمئن بأن طفلي كبقية الأطفال ولكن تصاحبه بعض المشاكل، وقناعتي كذلك بأنه من الممكن التغلب على هذه المشاكل بسهولة..
– وذلك من خلال المتابعة والتدريب وتغيير النظرة إليه إلى نظرة إيجابية ترسخ داخلها القناعة بأنها قادرة على أن تعيش بشكل طبيعي ، إذا تمت رعايتها من الناحية النفسية والصحية والسلوكية.
– ثم بدأت في متابعتها طبياً ونفسياً منذ وقت مبكر حتى أستوعب أي مشكلة واحاول حلها مبكراً..وكيفية التعامل معا
حدثينا عن كيفية إكتشاف موهبة بتول؟
كان واضح عليها انها تقلد الحركات بطريقة بارعة مم لفت إنتباه والدها إنها موهوبة ومن هنا كانت بداية التشجيع، َاكملت اماني حديثها انها كانت تقوم بتدريبها في المنزل للوصول للهدف المنشود
وأما عن علاقتها بأخواتها علاقة طبيعية يسودها الحب والتفاهم
_وتواصل أماني حديثها بأن إحتضان الطفل وإغراقه بالحب والحنان من أهم وسائل دعمه وتطوره ، فلغة الحب هي أرقى لغة للتواصل والتفاهم ، والتي لا تحتاج إلى مهارات ذهنية أو قدرات خاصة لتحدث التواصل المطلوب..
– ومن المهم أن تتحلى الأم بالصبر وتحاول منح الطفل فرصة للقيام بالعمل وحدة ثم تبادر بتقديم المساعدة له بالتدريج لحين أن يبدأ هو بالقيام بالعمل بنفسه مع تشجيعه الدائم…
– وفي نفس الوقت لا ينبغي للأم أن تبالغ في تصورها عن نتائج رعايتها واهتمامها بالطفل فقد لا يحدث التقدم المأمول منه بحسب درجة إعاقته ، المهم ألا تتوقف عن رعايته ودعمه نفسياً
– كما تنصح أماني من واقع تجربتها لكل أم عندها نفس الحالة بعدم عزل الطفل في المنزل، من باب حمايته من قسوة العالم الخارجي، بل لابد من مساعدته على الاندماج في المجالات الطبيعية للحياة.
– وفي الوقت ذاته لابد من دفع الأب للمساهمة في تحمل المسؤولية لمساعدة الأم وتخفيف العبء عنها ، ومشاركة الأخوة معها.
ماهي البطولات التي شاركت فبها بتول على الصعيد العام؟
بطولات على مستوى مدينة القصير التي أهلتها على مستوى المحافظة في لعبة الكاراتيه وألعاب القوي وتصعيدها على مستوى الجمهورية وحصولها على المركز الثاني جمهورية لثلاث سنوات متتالية
نبذة عن الجوائز التي حصدتها الطفلة المعجزة؟
ميداليات وشهادات تكريم لبطولاتها
كلمة شكر لمن توجهينها؟
الكابتن ” أحمد جاد” الذي علمها العاب القوي ولعبة الجلة ووقف بجانبها كثيرا وحضر معها معظم بطولاتها فله منا جزيل الشكر
” والكابتن ” علاء الذي علمها أصول الكاراتيه والأستاذة ” أمل رمضان” وكل من شجع بتول للوصول للمكانة التي وصلت اليها.
وفي النهاية نؤكد أن وجود طفل له تلك المواصفات في الأسرة لا يعني نهاية الحياة بل قد يكون بوابة لتغيير حياة الأسرة للأفضل ، ومنحة ربانية إذا تقبلناه بمزيج من الصبر والرضا والحب والاحتواء.