بقلم : تامر إدريس
هِمَّةٌ مُتَّقِدَةَ وَقَنَاةٌ لَا تَلِينُ
تغيب الشمس، فلا نعدم الأمل في شهود فجر جديد، تضيق الأحوال، وتحكم الحلقات، ولا ننفك نحلم بانفراج أكيد.
تتلبَّد الآفاق بالغيوم، وتجدب الأرض ثم ما نلبث أن نغاث من مزن رغيد؛ تفيض الغاديات، وتبعث الضيات؛ هي عنَّا لا تحيد.
ما أغلق باب إلا ودونه ألف باب، تمنح العطايا، وتزلل العراقيل، فأنىَّ لرجائك في الكريم أن يخيب؟!، (أنا عند ظن عبدي بي)، فمتى عاد قاصد لبابه خائب الرجا أو متى خارت قوى من به أبدا يستعين؟!!
نهر الخير حيث وجدت يجري، وعزمك بالإله مُسَدَّدٌ مهما كبوت أو بليت بماكرين، (من يهب صعود الجبال*** يعش أبد الدهر بين الحفر)، (ومن يبتغي شيئا بهمته *** يناله وإن حاربته الإنس والجن).
إلى فضاءات المجد الرحبة نسري، نصمد ونصرخ، نرقى ونخبو، نبني ونبني ونبتغي المزيد، شموخ لا رضوخ، وبناء بأصول وفروع، صبر بلا شكوى، وجهد ذو جدوى.
قوام من حديد، وعزيمة من فولاذ، مهند في المصارع، حسام في المقارع، صافي النوايا كأنه الصرح المُمَرَّدٌ من قوارير.
هكذا الأقدار تأتي، فاختر لنفسك ما تشاء منها، وامضِ راشدا صوب ما تريد، أنت مقياس ذاتك، وأنت معول غدك المنشود، بانيه أنت بعزٍّ ورفعة أو ناهيه بخمول وأنين.