هي مش فوضى
بقلم : نشأت فل صموئيل
الفوضى في أبسط صورها تعني فقدان النظام
أو فقدان المسارات والقيم الصحيحة التي تُوجه الإنسان في مسالكه وطرق حياته مما يؤدي إلى سلوكيات خاطئة.
لقد تأسس هذا الكون بلياقة وترتيب ونظام دقيق. ورغم كل الفوضى الظاهرة
فإن العالم منظم بطريقة تفوق قدرتنا على الفهم. لذلك لزم ووجب وتحتم على الجميع الإيمان
بأن الخالق العظيم أسس نظامًا إلهيًا فائقاً يضمن العدل والإنصاف، وان لم يكن ذلك واضحاً في عالم الفناء
فإنه سيكون ظاهراً في سماء البقاء.
تتعرض السينما المصرية، على مدار الزمن بشكل متكرر إلى قضايا وأحداث اجتماعية وثقافية واقتصادية تناقش أمورًا حياتية
قد تبدو غير صحيحة وليست منظمة، كما كان الحال في فيلم هي فوضى.
كما نشهد اليوم أحداثًا عالمية مؤلمة وحروبًا مدمرة تُعرّض الأبرياء للخوف والشقاء
حيث تزهق أرواح وتُسرق أوطان ويقهر رجال احرار في عالم يسوده الصمت والرياء بعينين عمياء وأذنين صماء.
أيها السادة القراء الأعزاء، الفوضى ليست من الله بل هي من غير الله الفوضى
هي مندوب الشر الذي يخطط لهلاك الإنسان. تنتصر قليلاً ثم تُهزم، فهي غير دائمة ولها وجوه متعددة وسياقات اجتماعية ونفسية واقتصادية وبيئية وتنظيمية.
سأكتفي بإلقاء الضوء على القليل منها: الفوضى العقلية، الفوضى العاطفية، الفوضى الغير إرادية ، والفوضى الإرادية.
الفوضى العقلية:
عدم تنظيم الأفكار، وصعوبات في التركيز واهمال وتشويش في إتخاذ القرارات، وغياب تقدير الوقت وعدم احترام الآخرين.
الفوضى العاطفية:
تعبر عن حالة عدم الاستقرار في المشاعر، والحيرة والارتباك في العلاقات الشخصية.
وأن في كثير من الأحيان لا يستمع القلب إلي صوت العقل ويسير بلا وعي في تقديم مشاعر لاشخاص لا تستحق ،
لأن من المهم التعرف علي الوصف الوظيفي لكل من القلب والعقل
فالقلب يصنع قرارات فقط ولا يستطيع ان يتخذها بينما العقل يستطيع صنع وإتخاذ القرارات بمفرده
الفوضى الغير إرادية :
هي تلك التي تكون خارجة عن إرادة الإنسان.
لا يصنعها الله، لكنه يسمح بها بحكمة تفوق قدراتنا لأن الله لايصنع شراً وتتجلى هذه الفوضى في اختبارات وتجارب مؤلمة
يتعرض لها الإنسان، مما يستوجب عليه أن يكون يقظًا ومؤمنًا بإرادة الله وعدله وإنصافه
ويسرع في تقديم الشكر لله، ويعمل على صنع الخير.
الفوضى الإرادية:
هي من صنع وإرادة الإنسان.تهمل المعاملة الطيبة تجاه الآخرين وتجهل ان هذه مسؤولية أمام الله
وهذا هو الفرق بين الإنسان وباق الكائنات.
ان الله القدير قد وهب الإنسان عطايا ومنحًا ووزنات وفي يوم الدينونة
سيسأل كل منا عن كيفية استخدامه لهذه العطايا ( اين حساب وكالتك ؟ ).
وعليه فإن مقدرات الله للإنسان، سواء كانت سلطة أو مالًا أو صحة أو قوة … إلخ،
هي للخير والرحمة بالآخرين، ليست للعبث أواللهو بدون حساب ولم تكن للماكل والمشرب وكفى فالانسان مؤتمن على هذه العطايا
لان الحياة الدنيا سواء طالت أو كثرت، فهي قليلة مقارنة بحياة أبدية باقية ودائمة.
لذلك وجب علينا الحذر والانتباه من الوقوع في براثن زهو الرغبات والأنانية، وكأنها فوضى
وأن نكون حذرين في مراجعة الذات وتأمل الضمير لنفهم أنفسنا ونكتشفها
ونتساءل: هل نحن جزء من الفوضى؟
كما يتعين علي كل انسان مظلوماً حزيناً ومتألماً إنتزعت حقوقه وأهدرت كرامته وضاقت به الحياه فلا يحزن لأنها ليست فوضى.
ويتعين علي كل من يظلم أو يصنع فساداً معرفة إنها ليست فوضى
كذلك كل قادر أو مقتدر بمقدرات الهية أن تكن يقظاً ولا تكن سبباً في سرقة نفسك منك.
وإيضاً يتعين علي الفئة الساكتة عن الحق معرفة حقيقة إنهم ليسوا أحراراً
اخيراً…
إلي كل الفئات انتم هنا علي هذه الأرض ستسمعون بأذناكم وترون بأعينكم تحقيق العدل والحق وان لم يكن فلنا جمعياً لقاء عند إله السماء …….
هي مش فوضى