هل بعدما سمع العالم بأسره هتاف الإسرائيليين «الموت للعرب» سيستمرون في التطبيع
بقلم : نبيل أبو الياسين
في البداية أستوقفني التزامن الغريب بين تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية”أورسولا فون دير لاين” المهنئه لإسرائيل وتجاهلت حقيقة الإحتلال الإسرائيلي، وممارساتهُ وسلب حقوق الفلسطينيين مع هتافات المستوطنين في القدس المحتلة «الموت للعرب»، وبحماية قوات الإحتلال فضلاًعن؛ أن آخرون يعتدون على بعض الفسلطينيين، ويرفعون أعلام إسرائيل فوق القدس «عجباً لآمر قادة الدول العربية»، يهرولون للتطبيع معهم رغم أنهم يتمنون لهم الموت عاجلاً وليس آجلاً!!.
وقد شاهدنا وشاهد الجميع مقطع الفديو المتداولة على منصات التواصل الإجتماعي، وتناولتها الصحف العربية وغيرها من الغربية، لمواصلة المستوطنون إعتداءاتهم على الفلسطينيين، والمسجد الأقصى، وإقتحامهم فجر يوم أمس الجمعة، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من شرطة الإحتلال الإسرائيلي، كما إعتدىّ مستوطنون على 3 أشقاء بشكل وحشي من بلدة سلواد وقاموا بتحطيم مركبتهم بشكل كامل.
ووافقت سلطات الإحتلال الإسرائيلي في وقت سابق على طلب تقدم به عدد من المستوطنين بتنظيم مسيرة إستفزازية في محيط باب العامود بالقدس المحتلة، وأطلقوا شعارات معادية للفلسطينيين والعرب، وظهر المستوطنون في المقطع وهم بحماية قوات الإحتلال الإسرائيلي، ويهتفون “الموت للعرب”، رافعين الأعلام الإسرائيلية متخلّله بهذا الهتافات التي شاهدها وسمعها العالم العربي والغربي بأكملة، في مسيرة حاشدة إنطلقت من سوق العطارين في القدس القديمة بإتجاه باب العامود بحماية قوات الإحتلال، إذاً فما هو وضع الدول العربية التي سارعت على التطبيع مع هذا الكيان المجرم، والمغتصب للأراضي الآن أمام شعوبها، وأمام شعوب العالم العربية بأكملة عندما يسمع «الموت للعرب» ومازالوا متمسكين بهذا التطبيع المخزي والغير مبرر؟.
وأستنكر: بشدة في مقالي هذا ماتم تداولة على الصحف العربية والغربية، بعنوناً متصدراً صفحات تلكُما الصحف الرئيسية«جهود إسرائيلية للوساطة بين البرهان وحميدتي»، وكأن جميع الدول العربية، والإسلامية أيضاً عاجزة كلياً في حل المشاكل والخلافات بينها وبين بعضها، ولذلك تم تصديرها إلى دولة إسرائيل التي دأبت على صنع الخلافات العربية والعمل على تأجيجها، والتي مازالت مستمره في قتل أبناءنا أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، فضلاًعن؛ إنها تقوم بتهجير آخرين من منازلهم والإستيلاء عليها، وإستخدامها لأبشع أنواع الإنتهاكات اللا إنسانية، المتكررة والمستمره في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي ترقىّ في أغلبها إلى جرائم حرب.
وقد نقلت “رويترز” عن وزير الخارجية الإسرائيلي”إيلي كوهين” قوله في بيان صادر عنه: “منذ إندلاع القتال في السودان، إن إسرائيل تعمل عبر قنوات مختلفة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والتقدم الذي جرىّ إحرازه خلال الأيام القليلة الماضية في المحادثات مع الجانبين”واعد جداً” حسبما قال؛، وفي وقت سابق نقل موقع “أكسيوس الإخباري” الأمريكي عن ثلاثة مسؤولين بالخارجية الإسرائيلية قولهم قدم المسؤولون الإسرائيليون الإقتراح إلى “البرهان وحميدتي”، بعد عدة مكالمات منفصلة بين المسؤولين الإسرائيليين والجنرالين، أظهر بعضها تقدماً ملموس.
وأوضح المسؤولون في الخارجية الإسرائيلية إن كلا من “البرهان وحميدتي”، لم يستبعدا الإقتراح الإسرائيلي وأعطيا الإنطباع بأن كلاهما يفكر فيه بإيجابية، وأن “إسرائيل” نسقت جهودها مع إدارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية”جوبايدن” ودول آخرىّ عربية في المنطقة وأطلعتهم على الإقتراح، التي عززتة إدارة “بايدن” ورحبت في وقت لاحق بهذه الوساطة، والتي وصفتها بالجيدة لما تحوية من علاقات طيبة بين الجنرالين ودولة إسرائيل!!، وفق موقع أكسيوس الإخباري.
وفي نفس السياق؛ قيل أنه عرضت “إسرائيل”، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودولة الإمارات العربية، الوساطة لإنهاء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأن تتوسط في محادثات بين الجانبين؛ بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفق موقع “والا” الإسرائيلي، وأن إتصالات المسؤولين الإسرائيليين مع الجنرالين السودانيين، أظهرت تقدماً بشأن مقترح الوساطة، وأن “إسرائيل” نسقت جهودها، بشأن مقترح الوساطة مع الإدارة الأمريكية، ودول في المنطقة، أبرزها “الإمارات”،
وأن الإدارة الأمريكية أطلعت على المقترح الإسرائيلي، ورحبت بشأن هذا الوساطة.
وألفت: في مقالي إلى نهج السياسات الخبيثة التي تتبعها الإدارة الأمريكية وحليفتها “إسرائيل” مراراً وتكراراً في الأحراج المتعمد لقادة الدول العربية أمام شعوبها، وهذا ما قمت بتوضيحُه في مقالي السابق، في 12 أبريل الجاري، والذي حمل عنوان «هل تراجع الدول علاقاتها مع أمريكا بعد تسريب الوثائق العسكرية الخاصة بها؟»، وأكدت: فيه على أن الوثائق التي تم التركيز عليها مما نُشرت، والتي تزعم بأن بعض الدول العربية توجد شراكة بينها وبين موسكو إستهدفت دولاً غربية، وأخرىّ بتسليح روسيا سراً، وأكدت؛ حينها أن هذه التسريبات تختلف عن غيرها من الفضائح السابقة! وتحوي في طيها رسالة علانية لقطع المساعدات الأمريكية لبعض الدول، رغم أن بعض الدول التي تم ذكرها في هذه التسريبات ردت عليها وكذبتها بشكل قاطع.
كما أشرت؛ في مقالي حينها أيضاً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” ؟! الذي أقصى ما يقوم به هو الشجب والإدانة فقط، إلا أن وثائق البنتاغون المسرّبة أشارت إلى أن المخابرات الأمريكية تراقبة، ووضحت؛ في مقالي بإختصار إلى أن هذه الوثائق قالت للعالم كله الجميع تحت المراقبة الأصدقاء قبل الأعداد، وهذه هي “أمريكا” الذي يجب من الأن على جميع الدول وخاصةً العربية مراجعة علاقتها معها، وكل الدلائل والتحليلات تؤكد؛ أن القتال الدائر الأن في دولة”السودان” الشقيقة كان مخطط له مسبقاً من الإدارة الأمريكية بمشاركة آخرين.
وهذا ما ذكرتة في بياني الصحفي الآخير في 27 أبريل الجاري أي منذ ثلاثة أيام فقط، وحمل عنوان «هل الإعترافات الأمريكية الأخيرة وتلميع «حميدتي » ضمن مخطط تدمير السودان والمنطقة؟» وأشرت فية إلى أن الإعترافات الخطيرة الذي صرح بها على الملأ السياسي الأمريكي”روبرت كينيدي”مرشح الرئاسة الأمريكية 2024، نحن الأمريكيون أنشأنا داعش وتسببنا في هجرة 2 مليون شخص من العراق وغيرها من الدول العربية إلى أوروبا!، ويتم التصفيق من قبل الحشد الغفير له، يعُد مخطط خبيث حذرنا منه في السابق ولكن يبدو أن قادة الدول العربية لاتبالي لهذا المخططات القذرة من قبل الإستخبارات الأمريكية، وغيرها من الدول التي تَعَبِثَ بآمن وإستقرار المنطقة بأكملها فهل يستجيبوا لنداءتنا الآن والإسراع في إنقاذ دولة السودان الشقيقة من الإنهيار ؟.
وعلى صعيد آخر أستنكر: في مقالي تصريحات «فون دير لايين» رئيسة المفوضية الأوروبية، التي تعمدت إستفزاز مشاعر الفلسطينيين، والعرب والمسلمين في آنً واحد، حيثُ؛ هنأت “الإسرائيليين” بذكرىّ قيام دولتهم وقالت «الصحراء أزهرت»، وتجاهلت عن عمد حقوق الفلسطينيين، وحقيقة الإحتلال الإسرائيلي المغتصب للإراضي، وممارساتهُ
الإجرامية، والذي ردّت علية وزارة الخارجية الفلسطينية سريعاً، ووصفت كلام “فون دير لايين”بغير اللائق والخاطئ والذي ينضوي على تمييز، وخصت الخارجية عبارة “جعلتم الصحراء تزهر” بالذكر، واصفة تلك العبارة بـ”المجاز العنصري المناهض للفلسطينيين.
وختاماً؛ أين موقع الدول العربية في النظام الدولي الجديد؟، وأين هي من كل هذه التغيرات العالمية المتلاحقة؟ ولماذا ظل تعاون، وتقارب الدول العربية مجرد شعار بعد مرور أكثر من مئة عام على رفعه؟ التي نالتها بين مواطنيها، فلابد من أن تُدرك قادة وملوك، وزعماء وأمراء الدول العربية بأكملها “الآن” بأن نهج سياساتهُم الداخلية والخارجية، أصبحت لا تتواكب مع تطلعات شعوبهما، ولا تتواكب مع التطوير التكنولوجي، وأصبح الكثير من شباب الآمة العربية في «غَضْن»، وتتَجَعُّد بَشَرة جَبْهَتهُم بتأثير الشَّيخوخة في عز شبابهم كما أصبح نبيرة اليأس والتشاؤم شيمة حديثهم.