هل انتهت مهمة جبريل عليه السلام بوفاة رسول الله؟
متابعة /شوزان توفيق
تحتل الملائكة النصيب الأوفر في قلوب العباد من الاحترام والتقديس وذلك بسبب اقترابهم من الله عز وجل وقد أعطاهم الله تعالى أشرف الوظائف في الدنيا مثل النزول بالوحي على الأنبياء كما أنهم مسؤولين عن نفخ الروح في المولود الجديد وعن الأرزاق.
والملائكة يعبدون الله ولا يعصون له أمرا ويفعلون ما يؤمرون به قال الله تعالى: ” وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ” [النحل: 49- 50]، وهم ركن من أركان الإيمان الستة الإيمان بالله، الإيمان بالملائكة، الإيمان بالكتب السماوية، الإيمان بالأنبياء والرسل، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقضاء وبالقدر خيره وشره.
جبريل عليه السلام
وفضل الله عز وجل الملائكة بعضهم على بعض فمنهم المقربون وذلك لما جاء في قوله تعالى (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّـهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ)، وجبريل عليه السلام من هؤلاء الملائكة المقربون الذين كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يذكر أسماؤهم في دعائه، فيقول: (اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ).
واختار الله عز وجل جبريل عليه السلام كي ينزل بالوحي على رسله وكرمه وجعل من أعلن عداوته مع جبريل عليه السلام يصبح عدو لله سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى في القرآن: “قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ”.
هل انتهت مهمة جبريل عليه السلام بموت النبي؟
وبما أن جبريل عليه السلام كان مسؤولا عن إبلاغ الوحي من الله عز وجل إلى رسله فقد تساءل الكثير من المسلمون، هل انتهت مهمة جبريل بعد وفاة محمد خاتم الأنبياء والمرسلين؟
أجمع العلماء أن جبريل عليه السلام لم تنتهي مهمته بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأن في الأحاديث النبوية ما يثبت أن لجبريل عليه السلام مهمات أخرى غير نزوله بالوحي على الرسل فهو يبلغ الملائكة بأسماء العاد الذين أحبهم الله عز وجل، فقد روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى إذَا أحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ في السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ويُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ).
وايضا استدل العلماء بحديث يمونة بنت سعد على أن جبريل عليه السلام لم تنتهي مهمته بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما هو يحضر مع الملائكة عند موت المؤمنين، حيث جاء عن ميمونة بنت سعد قالت: قلت: يا رسول اللَّه هل يرقد الجُنُب؟ قال “ما أحب أن يرقد حتى يتوضأ، فإنى أخاف أن يتوفى فلا يحضره جبريل “، فدل هذا على أن جبريل يحضر موتة المؤمن المتطهر، ولا يحضر لمن مات وهو جنب.