هل أصبحت السيجارة العملة الرسمية للدولة؟!
بقلم/ ياسرين صبحي
لاشك أن الدعم قضية تؤرق الحكومات! لكن دوما” ظل الحرص على عدم المساس برغيف الخبز، من أجل المواطن المطحون!
وقد فاجأنا الرئيس بضرورة زيادة سعر رغيف الخبز التمويني، بدعوى توفير وجبة غذائية لطلاب المدارس! وهنا لابد من وقفة لإلقاء الضوء على بعض النقاط حول الموضوع.
أي وجبة للطلاب ياسيادة الرئيس؟! الوجبات التي سممت كثيرين فأوقفتها الحكومة؟ ام الوجبات التي قيل أنه يتم التلاعب فيها من خلال متعهدي التوريد!
وهل الطلبة فقط من تحتاج لدعم وتغذية دون الأطفال من هم دون سن المدرسة؟! فهؤلاء الصغار كيف ستوفرها لهم؟! بل طلبة المدارس أنفسهم هل سنحرمهم من التغذية في كل أيام العطلات الدراسية على مدار العام؟!
إذا كنا حقا” نريد أن نعتني بصحة أولادنا، فليتم مزيدا” من الدعم للطبقات الكادحة.
لقد قبلنا بإعادة توزيع الدعم بما يخدم الطبقات الأقل دخلا” لأنه مطلب وهدف إنساني وإجتماعي بل وأخلاقي، وله مردوده الإقتصادي والإجتماعي على المدى .
وعقب كلمة الرئيس تعالت التكهنات حول تسعير الرغيف الجديد، فقيل عشرة قروش، ليقترح بعدها البرلمان إقتراحا” مؤيدا” لما جاء بالكلمة التي ألقاها، بأن يصبح بخمس وعشرين قرشا” بإعتبارها الفئة الأقل في العملة الآن وأن أحدا” لم يعد يعرف الخمسة قروش، وعلى أن تكون ثلاث أرغفة لكل مواطن.
وتناسوا أن مع كل زيادة للرغيف المدعوم يصحبها زيادة أكبر للرغيف الحر! وهي زيادة غير مبررة يجب أن تتصدى لها الجهات المعنية.
فالطبقات الأقل دخلا” تعتمد في الأساس في جميع وجباتها على الخبز مما يضطرها لإستكمال إحتياجاتها من الخبز الحر.
ولماذا جاء القرار لرغيف الخبز دون أي سلعة تموينية أخرى أكثر مرونة ، رغم أنه الأساس؟!
وقد صرح الرئيس أن ال٢٠ رغيف بقيمة سيجارة واحدة! فهل أصبحت السيجارة هي العملة الرسمية للدولة أو البديلة لها؟! فحتى إذا إفترضنا أن كافة المواطنين تستهلك السجائر فارفعوا قيمتها لا أن ترفعوا سعر الرغيف!
وهل الرغيف المدعوم هو نفس سابقه؟ هل لم تتم زيادة سعره؟ بالطبع لا! فقد تعرض أكثر من مرة لتخفيض الدعم عليه بتقليل وزنه بدلا” من زيادة السعر! وهي بالطبع زيادة غير منظورة في السعر!
والأغرب أن تجيء الدعوة لتخفيض دعم الرغيف في وقت لاحق لمبادرة حياة كريمة وتزامنا” مع الإعلان عن مشروع إقامة المدينة الغذائية “سايلو فودز”!
فأي حياة كريمة تلك التي تقوم على حرمان مواطن من لقمة الخبز المجردة!
وإذا كان مشروع المدينة الغذائية مدخلاته الوحيدة لإنتاج أنواعه المتعددة من المخبزوات والمكرونة والبسكويت تعتمد على القمح، فلايعني هذا أن نمد المشروع برغيف المواطن البسيط!
ففي تراثنا يعد رغيف الخبز رمزا” للحياة والقدرة على العمل، فكان يقال “ماتقطعش عيشه” و”سيبه ياكل عيش”.
بل قامت تظاهرات وصفتها سيادتك في العديد من خطاباتك بالنبيلة والشريفة كانت أولى مطالبهم العيش في ندائهم: عيش- حرية- عدالة اجتماعية!
سيادة الرئيس للمواطن حق لديك وحقه الأدنى لن أقول في الحياة الكريمة، بل فقط في حفظ ماء وجهه هو توفير رغيفه اليومي لأبنائه.
حينما تعجز رؤى الحكومة بكل مستشاريها عن توفير ٨ مليارات جنيها” ولا ترى كالعادة إلا توفيرها من المواطن، فعلينا تغيير الحكومة لا تغيير سعر رغيف الخبز!
اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد .