شاهد بالتفاصيل هجوم الممثل الأمريكي«جون كوزاك» على جوبادين بسبب مجازر غزة
بقلم : نبيل أبوالياسين
إن الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وحماس هي مرآة تعكس عجز أوروبا، و”جوبايدن” لم يعبر علناً عن المخاوف الخاصة للعديد من القادة الأوروبيين، ولكنه جعلها كامنة في أحشائه وشجع على الملأ “نتنياهو” ما سمح لعواطفة بعدم التحكم في الرد، ووقع في فخ الغطرسة الأمريكية، وإرتكب جرائم حرب في غزة التي تتوجب تقديم “جوبايدن” معه إلى العدالة بإعتبارة مجرم حرب وداعياً للحرب، ومد الإحتلال الإسرائيلي بالسلاح لقتل المدنيين العزل، فضلاًعن: أنه قام بالإشراف على كافة المجازر التي تم إرتكابها العدوان الإسرائيلي، وأبرزها قصف “مستشفى المعتمداني”، بزيارتة الأخيرة اـ”تل أبيب” وأعلن على الملأ أمام العالم بأسرة دعمه الكامل والمستمر للكيان المحتل، دون النظر لقتل الأطفال والنساء في المستشفيات والكنائس التي تعمل تحت مظلة الآمم المتحدة والتي تعُد قدسيتها خط أحمر حتى أثناء الحروب قدسية تمنع العبث بها، وفق القانون الدولي الإنساني.
وشاهدنا جميعاً عندما بدأ الغزو الروسي على أوكرانيا فزعت وهرعت الحكومات الغربية وأدانت بوضوح إنتهاك روسيا للقانون الإنساني الدولي في أوكرانيا، ولكن الدعوات الموجهة إلى إسرائيل بإحترام هذا القانون الإنساني كانت أكثر صمتاً، متغافلين مراقبة الشعوب عن كثب، وخاصةً أن من تلك هذه الدول أعضاء دائمين في مجلس الآمن الدولي الذي يدعوا للسلام، ولكن الجرائم الوحشية التي إرتُكبت في “غزة” كشفت بشكل علني إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين لأمريكا والغرب، ومشاركتهم المعلنة في”جرائم الحرب ” التي لا تسقط بالتقادم، وفق القانون الدولي الذي داست أمريكا وشركاءها عليه بأقدامهم.
وإن الرعب الذي يشعر به الأوروبيون إزاء يوم السابع من أكتوبر “طوفان الأقصى” واضح جلياً، وخاصةً عندما قام “أولاف شولتس” المستشار الألماني، “وريشي سوناك” رئيس وزراء بريطانيا برحلة إلى إسرائيل لإظهار التضامن مع نتنياهو، وفي حين يضيف الزعماء الأوروبيون في وقت لاحقاً بالرحلة إلى تصريحاتهم بشأن الدعم الثابت لإسرائيل بالقول؛ إن عليها أن تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وإنهم لم يقدمون أي دليل يذكر حول الخط الفاصل بين الدفاع الحيوي عن النفس، والإنتقام غير المعقول، وعندما تقطع روسيا إمدادات الطاقة عن البلدات والمدن الأوكرانية، تُتهم “موسكو” بإرتكاب جرائم حرب، ولكن عندما تقطع إسرائيل المياه والوقود والكهرباء والغذاء عن قطاع غزة لانرىّ غير الصمت.
والتضامن الأمريكي والغربي الأعمىّ مع إسرائيل يتعارض مع مشهد من المخاوف المتجذرة في دوافع أكثر أنانية، وأحد المخاوف الكبيرة هو أن الحرب ستكون الشرارة لحريق إقليمي أوسع نطاقاً، مع تأثيرات لا مفر منها تمتد إلى أوروبا، ولم يخف على أحد أن “نتنياهو” رغبتهُ الأساسية والتي باتت إنتقامية وملحة الآن بعد كسر المجتمع الإسرائيلي والجيش بهزيمة مذلة في جر الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية لتدمير طموحات طهران النووية الممول لحماس وحزب الله في لبنان،
ويشعر الكثيرون في أوروبا بالقلق البالغ من أن الحرب تثير معاداة السامية وكراهية الإسلام في وقت واحد،
وتشير المظاهرات الحاشدة في شوارع المدن الأوروبية التي تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار إلى تزايد السخط بين السكان المسلمين في أوروبا.
وأوشير: في مقالي إلى أن المظاهرات الداعمه لفلسطين كانت لها أثر إيجابي فعال، ولدت مخاوف وقلق متزايد لدىّ أوروبا ولاسيما الدول الداعمه للكيان المحتل، مما جعلهم يدركون أن إستمرار هذا الحرب ستولد موجة جديدة من اللاجئين بمثابة هدية للشعبويين اليمينيين المتطرفين، وهذا ما نوه عنه الدبلوماسيون علناً من القلق في هذه المرحلة، قائلين: فماذا عن الجهود التي تبذلها أوروبا لحشد الدعم ضد العدوان الروسي في أوكرانيا من ما يسمىّ بالجنوب العالمي إذا ترجم الدعم لإسرائيل إلى لامبالاة بمصير الفلسطينيين؟ وكلما طال أمد بقاء غزة تحت الحصار والقصف، إستمرت المظاهرات الحاشدة وأصبح من الصعب مواجهة الإتهامات بالكيل بمكيالين.
مشيراً: إلى مذيعة تلفزيونية أوكرانية التي قالت: في تصريح لها، إن الأطفال الأوكرانيين يستحقون الحياة، بينما الأطفال الفلسطينيون لا يستحقون ذلك!!، في إشارة منها لإمريكا وشركاءها من الدول الغربية، كما أشير : إلى تغريدة الممثل الأمريكي “جون كوزاك” على صفحتة حول زيارة ”بايدن”وقال: فيها
إن رحلة الرئيس الأمريكي كانت كارثية معانقة علنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تحدث بلغة الإبادة الجماعية،
وأظهر الإهتمام بالضحايا الإسرائيليين، وليس للفلسطينيين وكان بإمكانه أن يطلب مقابلة وفد من الفلسطينيين.
وأضاف” كوزاك ” في تغريدتة، وكان من الممكن أن يطالب بوقف إطلاق النار ولوقف موت مليوني شخص بشكل عاجل بالقنابل أو المجاعة، أم إنهم يريدون 10 ملايين !، إذا شاهدنا الفلسطينيين يُذبحون بصواريخنا الخارقة للتحصينات فستكون كارثة تامة إلا إذا رأينا توقف القصف، وتدفق المساعدات غداً، فهل هناك أي فرصة لإنقاذ إحترام المنطقة لنا؟ فالآن تقرأ العيون “بايدن” مع “نتنياهو” متحدّاً من أجل إستمرار إراقة الدماء والمجازر، هذا يؤكد: للمجتمع الدولي بأن زيارة”جوبايدن” وحديثة على الملأ من دعم بلا حدود للكيان المحتل، كشفت بطريقة علنية مشاركة الإدارة الأمريكية في جميع جرائم الحرب التي تمت في فطاع غزة ضد المدنيين العزل.
وبعد تعاظم الغضب الشعبي لدىّ الدول العربية والإسلامية من المجازر المتكررة من قبل العدوان الإسرائيلي المستمر في قصف المدنيين العزل من خلال حرب لا هَوادة فيها
وأبرزها مجزرة “مستشفى المعمداني” التي راح ضحيتها قرابة الـ 1000 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء فضلاً عن؛ أضعافهم من الجرحي، والخشية من إنفجارها سمحت الدول العربية وأبرزها “مصر” بالتنفيس عن الناس في مظاهرات داعمة لفلسطين، ومندده لهذا العدوان الوحشي والغاشم ضد الشعب الفلسطيني، وهذا يعُد رشد سياسي وواجب وطني عربي وشرعي.
فلعل الواقع المأساوي الذي نعيشه جميعاً اليوم يجعلنا نُدرك أهمية وجود منظومة أمن قومي عربي حقيقي على أرض الواقع، منظومة تعي أهمية مصالحنا العربية والإسلامية المشتركة في الحاضر والمستقبل، وسبل حمايتها والدفاع عنها بكل ما لديناً من قوةً ناعمة وصلبة، فى عالم متغير ومعقد، فللأسف فقد أدىّ تشرذمنا فى الماضي والحاضر الى أننا أصبحنا أعداء أنفسنا، ولقمة سائغة فى ساحة الصراعات الاقليمية والدولية، فـ”آن الآوان” الآن لضرورة نبذ خلافاتنا وفهمنا أن قوتنا فى وحدتنا كشعوب مع بعضنا البعض فضلاًعن؛ توحيد الصف للأنظمة العربية.
وبناء أنظمة حكم رشيد متواكبه مع تطلعات الشعوب الذي شاهده العالم بأسرة، وهي تقول بصوت واحد شرقاً وغرباً في تضامنها مع الشعب الفلسطيني أينُ” الجيش العربي” كلمه عظمية وجليلة لها أكثر من معنى وتدل على عظمة العالم العربي وجيوشة على مر العثور الذي يدافع عن حقة المشروع بكل قوة، فضلاًعن؛ بناء أنظمة على المشاركة والشفافية والمحاسبة هما السبيل لإنقاذ أنفسنا وأمتنا العربية والإسلامية الآن، فقد شاهدنا وشاهد العالم الزيارات الأمريكية والغربية المتتالية للكيان المتحل للاراض، والدعم المفتوح له والضوء الأخضر لمزيد من القتل والتدمير بحق الشعب الفلسطيني العزل.
ولحقة “فيتو” الدم الذي إستخدمتهُ الولايات المتحدة في مجلس الأمن ورفضت وقف إطلاق النار، مما جعل شعوب العالم فقدت الثقه في مجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية التي أصبحت الآن رهينة واشنطن والدول الغربية، وهذا ما دفع الكثير من دول العالم بالمطالبات بإصلاحات عاجلة في مجلس الآمن الدولي، كما طالبوا بنظام عالمي جديد يعاد فيه النظر تجاه هؤلاء الدول التي إساءت وإنتهكت القانون الدولي بشكل سافر بإستخدامها “الفتيو” لمزيد من الإنتهاكات، وأصبحوا رسمياً شركاء في كافة “جرائم الحرب” التي تُرتكب شرقاً وغرباً، ولاسيما؛ المجازر التي ترتكب الان على الملأ ضد المدنيين العزل في قطاع غزة.
وألفت: في مقالي إلى أنه من خلال متابعتنا عن كثب “لـ” تصريحات وخطابات المسؤولين الاسرائيليين السابقين والحاليين في تحريضهم على تدمير غزة،
وقتل وتشريد أهلها وكراهيتهم المقيتة للفلسطينيين، يجد خطاباً دموياً تدميرياً شريراً مليئاً بالحقد الأسود، والكراهية المطلقة للإنسانية، صادراً عن أرواح لعينة ًشريرة ونفوس مظلمة، ووجوه كالحة وأيدي ملطخة بالدماء تلاحقها اللعنات والعار إلى يوم القيامة، نفهم حينها أن الأسباب التي قد تدفع الحكومة الإسرائيلية إلى الرغبة في تنفيذ تطهير عرقي للفلسطينيين في غزة وصولاً إلى مصر، فمن المفيد أن نفهم سياسة إسرائيل القديمة القائمة على الهندسة الديموغرافية، والتي أصبحت أكثر إلحاحاً بسبب “واقع الدولة الواحدة” الذي خلقتهُ مستوطناتها المتوسعه.
كما نفهم جيداً حقيقة أمر الإخلاء الجماعي الذي أصدرتهُ السلطات الإسرائيلية من شمال قطاع غزة، الذي بدىّ في ظاهرهُ الماكر الذي تم تصديرة للمجتمع الغربي وضلله الإعلام وروج له الإدارة الأمريكية بقيادة “جوبايدن”، بأنه عمل إنساني، والآن بعد ما إتفضح مخططهم، بالمجازر التي نفذت ضد المدنيين في قطاع غزه، يتم تبريره الآن من نفس الإعلام الغربي المضلل، بأنه تم تنفيذه بطريقة غير إنسانية على الإطلاق!، ومازال المسؤولون الإسرائيليون الواهمون يرحبون بفرصة إبعاد مليون فلسطيني أو أكثر عن الموازنة الديمغرافية عن طريق تطهير قطاع غزة، وسعىّ الرئيس الأمريكي لحشد الدعم له ولكن فشل فشلاً ذريعاً وخيبت أمالة وأمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفشل المخطط الذي كان يعُد له.
ووقعت إسرائيل في فخ المقاومة الفلسطينية وفي ضراوة إنتقامها بإرتكاب “جرائم الحرب” في غزة وحولت التعاطف الدولي من إسرائيل إلى الفلسطينيين، وسمحت “لـ”حماس بتولي قيادة القضية الفلسطينية وتدمر التقارب الإسرائيلي السعودي الذي كان على وشك الإنتهاء، وأصبحت الإنتقادات الغربية الداعمه لها تتحدث عن أنه يتعين على إسرائيل أن تقاوم الإنتقام غير العقلاني، وأصبحنا الآن لا نسمع غير كلام متكرر نابع عن الرعب والخوف، سوف نمحو حماس سوف ننتصر وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكننا سننهي هذه الحرب أقوىّ من أي وقت مضى هي الكلمات التي ألقاها “بنيامين نتنياهو” رئيس وزراء إسرائيل مراراً وتكراراً، ولا تهدف إلى نقل التصميم فحسب، بل إلى الإشارة إلى أن حربه في غزة مختلفة، ولم تعُد إسرائيل تهدف إلى معاقبة حماس وردعها فقط بل تريد تدميرها بالكامل.
وهذا هو الوجه الحقيقي لما أسماء بالدول الغربية الدول التي تزعم بالديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان من دون أصباغ على الوجه، أو عمليات تجميل كلهم مشتركون في مجزرة “مستشفىّ المعمداني”وجميع المجازر التي ترتكب في قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية من مواقعهم المختلفة، فهذا الكيان الصهيوني تم إنشأوه على المجازر، ومدوه بكل وسائل القتل والدمار وآلات الموت، وإحتكروا مجلس الآمن وكافة المنظمات الدولية وجعلوها تتماشى مع أهوائم الشيطانية حتى أصبحت الآمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية التابعه لها بلا قيمة”ميتة” وفقدت شعوب دول العالم حتى شعوبهم الثقة في قدرة مجلس الآمن على إتخاذ ثمة قرار تلبيتةً لأي إغاثة وأصبح في نظر الجميع “عاجزاً” عجز كلي.
وهذا ما نراه ويراه العالم بأسره الآن أكثر من ملوني شخص في قطاع غزة بلا كهرباء بلا مياة بلا غذاء حتى المخابز يتم إستهدافها والمجمتع الدولي عاجز عن دخول زجاجة مياة واحده !! ويكتفي بالفرجة وكل يوم مجزرة تلو الآخرىّ والجميع عاجز اً، حتى وصل الآمر إلى أن الآمين العام للآمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” أتجه إلى معبر رفح، وعقد مؤتمراً صحفياً عالمياً من أمام المعبر أمس الجمعة، لمتابعة الإستعدادت لدخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية المتواجدة حالياً أمام المعبر والتي يطالب بدخولها إلى قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، لإنقاذ حياة المتضررين من الأحداث الراهنة في القطاع، وسمع العالم بأسره ما
تضمنتة تصريحاتةُ من أمام معبر رفح.
وختاماً: فإن حجر الزاوية لأكثر
السنوات التي قضاها “نتنياهو” كرئيس للوزراء هو توسيع المستوطنات بشكل إستراتيجي لمنع أي إحتمال لقيام دولة فلسطينية متواصلة على الإطلاق، وهذا ما كان يخطط له ولكن جميع ما خطط له منذ عقود فشل فشلاً ذريعاً وذهب مع الريح، لذلك؛ لا تستهينوا بما حدث في 7 أكتوبر 2023، معركة “طوفان الأقصى” فقد إهتز له العالم بأكملة، وليس الكيان المحتل فقط ولازالت كل أجهزة الإستخبارات في العالم والجيوش تعيش حالة من الصدمة والذهول حتى الآن، ولعله يكون ركيزة أساسية من ركائز دوران عجلة التاريخ وتغير موازين القوىّ في الكون فالتغيرات الهائلة التي شهُدت على مر التاريخ كانت بدايتها أحداث خارقة و غير متوقعة.