بقلم : محمد حسني الرشيدي
يجلس نصف انحناءه ويضع رأسه بين راحتيه ……
دخان سجارته يخرج من بين اصابعه و شعره أصبحت الغرفة معبقة بالدخان لا ترى فيها شيء لا تتحقق من وجه إلا عندما يرفعه ليأخذ نفساً طويلا وكأنها آخر أنفاس من الدخان في العالم وبعده تمنع السجائر أو تقطع رقاب من يدخنها يخرج دخانها بكل قوة تملكته في هذه الدنيا البغيضة
الحجرة معبقة بالدخان المتطاير من سيجارته الواحدة تلو الأخرى من كثرة الدخان تري كل شيء باهت في الحجرة
حتي ضوء المصباح
الكتب أصبحت كأحجار البازلت من شدة الدخان الذي ازهق ارواحها عدة مرات في اليوم الواحد
وتستغيث هل من مغيث
حتي الساعة التي تدل على أن هذا المكان مازال فيه شيء يتحرك و حتى بندولها بدلا من أن يقول تك توك يصرخ ويقول ارحموني اغيثوني تسمع هذا الصوت البندولى المتكرر في صمت شديد المصباح الخافت كل شيء في الحجرة يطغي عليه اللون الرمادي القاتم كل الأشياء تعلن استنكارها لكل هذا وبدأ هذا المصباح يسحب نوره هاربا من ذلك الجو المعتم وكأن كل شيء يشعل ذاكرته قطع هذا السكون صوت جرس التليفون ارتعد عند سماعه تردد كثيرا خطف السماعة وضعها عند اذنه تغير لونه الي اللون الأصفر……
رمي السماعة.. خرج مسرعا سألته السكرتيرة ….لم يجبها …ركب سيارته …مرددا ساقتلها الخائنة مع من تخونني …وصل الي البيت أخرج مسدسه بدأ يصعد السلم أصابعه بجانب الزناد … كسر الباب …خرجت الرصاصة….اه اه اه برىء ياااااااااسيادة القاضي…
أحسست وقتها بأصابع خشنه تغرس في عروقي ……تأخرت علي المحكمة
أ انت القاتل ام المقتول