كتبت /ليلى شتا
يقول لفت إنتباهي إثناء .
قراءتى لبعض آيات القرأن ملمحا مهما يغفل عنه كثيرا من الناس ..إلا وهو مهما بلغت حياتنا و أعمارنا فى الدنيا..فإنها بالنسبة للحياة الآخرة لاتعدل أكثر من ساعة فى عمر الزمان..الأمر الذى يستدعى أن يقوم كل منا بمراجعة منهاج حياته فى الدنيا …سواء فيما بينه وبين نفسه…والأهم من ذلك فى سلوك تعامله مع الآخرين ..وليس أدل من ذلك قول الله تعالى فى محكم التنزيل : ( ويوم تقوم الساعة..يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة ) الروم ٥٥….وقوله تعالى : ( كأنهم يوم يرون مايوعدون ..لم يلبثوا إلا ساعة من نهار) الاحقاف ٣٥ …وقوله تعالى. كأنهم يوم يرونها…لم يلبث إلا عشية أو ضحاها ) النازعات ٤٦…
وان المتتبع للأحاديث النبوية لأفضل خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ليجد أن شفيع الأمة يوجهنا بأن نحيا فى هذه الدنيا كذلك الرجل الذى كان يسير فى الصحراء فأشتد عليه حرارة وسخونة الجو..وكذاحرارة الشمس فجلس يستظل بشجرة…فلما زالت الشمس.. استمر فى المسير ..فما أعمارنا فى الدنيا بالنسبة للآخرة إلا كتلك المدة القصيرة التى إستراحها ذلك الرجل تحت ظل الشجرة…وكذلك نصح سيد الخلق أصحابه.. بأن يعيش الرجل فى الدنيا كرجل غريب أو عابر سبيل ..مر على قرية.لا يعرف فيها أحدا. ..ولا يعرفه أحد فى قرية نزل بضواحيها….ليعلم أنه سيكون هكذا فى الآخرة .لدرجة أن أقرب الناس إليه يفر ويعرض عنه ( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) عبس ٣٧ …..غير أنه لا يعنى ماذكرناه أن ينعزل الفرد منا عن الناس ويعيش لنفسه فقط…بل خير الناس أنفعهم للناس..وديننا يحث على التعاون والتواصل والتراحم…وكل المطلوب أن نتسامح مع بعضنا البعض…وان يقيل كل منا عثرات الآخرين..ويلتمس كل منا لأخيه كما قال أفضل الخلق سبعين عذرا…!!!!!!!
_ وهذه قصة لفتاة أنار الله قلبها وبصيرتها لذلك الفهم الراقى والمعنى السامى فى التعامل مع الأخرين…من مفهوم رحلة حياتنا القصيرة فى الدنيا…حيث كانت تلك الفتاة على سفر…وكانت تجلس في حافلة، وتوقفت الحافلة لتركب امرأة اخرى…وجلست تلك المرأة بجانب الفتاة واصطدمت بها هي وحقائبها الكثيرة،..بأسلوب غير راقى اثار اشمئزار كل الجالسين…وكان من بينهم رجل
رأى المنظر وانزعج… وسأل الفتاة : لماذا لم تتكلمي وتقولي شيئاً للمرأة الفوضوية..!!
فاجابت الفتاة بابتسامة :
ليس من الضروري سيدى أن تكون قاسياً وتجادل على شيء تافه،..فالرحلة قصيرة…وأنا سأنزل في المحطة القادمة..
“هذه الكلمات الرحلة قصيرة تستحق أن تكتب بماء الذهب ونعمل بها في تصرفاتنا اليومية”..
فليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل على كل شيء لأن الرحلة قصيرة!!
إذا تنبه كل منا أن رحلتنا في الدنيا قصيرةلن نجعلها مظلمة، مليئة بالجدل وعدم العفو عن الآخرين وسوء الخلق وعدم شكر النعم… بذلك نكون قد حفظنا جهدنا ووقتنا من الضياع ..وصدق أفضل الخلق إذ يقول : ( طوبى لمن ترك الجدال وان كان محقا) صل الله عليه وسلم