“معنى جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء “
الكاتب / أحمد حامد عليوة…….
جاء فب الحديث الصحيح ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ)
فأول هذه الأمور الأربعة
جهد البلاء : وهو كل ما أصاب المرء من شدة ومشقة ، وما لا طاقة له به
فيدخل في ذلك : المصائب ، والفتن التي تجعل الإنسان يتمنى الموت بسببها :
ويدخل في ذلك الأمراض التي لا يقدر على تحملها أو علاجها
ويدخل في ذلك : الديون التي لا يستطيع العبد وفاءها ،
ويدخل في ذلك : الأخبار المنغصة التي تملأ قلبه بالهموم والأحزان والنكد وتشغل قلبه بما لا يصبر عليه
ويدخل في ذلك : ما ذكره بعض السلف من : قِلة المال مع كثرة العيال :
الثاني : درك الشقاء : أي ، أعوذ بك أن يدركني الشقاء ويلحقني ، والشقاء ضد السعادة
وهو دنيوي وأخروي :
أما الدنيوي :
فهو انشغال القلب والبدن بالمعاصي ، واللهث وراء الدنيا والملهيات ، وعدم التوفيق
وأما الأخروي :
فهو أن يكون المرء من أهل النار والعياذ بالله ،
فإذا استعذت بالله من درك الشقاء ، فأنت بهذه الاستعاذة تطلب من الله ضده ، ألا وهو السعادة في الدنيا والآخرة ،
أما الثالث : سوء القضاء : وهو أن تستعيذ بالله من القضاء الذي يسوؤك ويحزنك ، ولكن إن أصابك شيء مما يسوء ويحزن ، فالواجب هو الصبر مع الإيمان بالقدر خيره وشره ، وحلوه ومره ،
ويدخل في الاستعاذة من سوء القضاء : أن يحميك الله من اتخاذ القرارت والأقضية الخاطئة التي تضرك في أمر دينك ودنياك ،
فإن من الناس من لا يوفق في اتخاذ القرار المناسب، وقد يجور في الحكم ، أو الوصية ، أو في العدل بين أولاده ،
الأمر الرابع في هذا الحديث : الاستعاذة بالله من شماتة الأعداء :
والمرء في الغالب ، لا يسلم ممن يعاديه
وعدوك يفرح إذا حصل لك ما يسوءك ، ويغتم إذا حصل لك ما يفرحك ، أو رأى نعمة متجددة لك
فأنت بهذه الاستعاذة ، تسأل الله أن لا يفرح أعداءك وحسادك بك ، وأن لا يجعلك محل شماتة وسخريه لهم
سواء كانت عداوتهم لك دينية ، أو دنيوية :
واحرص أيها المسلم أن لا تكون من الشامتين ، فإن ذلك من مساويء الأخلاق ، ولأن الإنسان قد يشمِت بأخيه ، فلا يلبث أن يبتلى بمثل ما ابتلي به غيره ، فقد تشمت بمريض فتبتلى ، وقد تشمت بفقير فتبتلى بالفقر ، بل قد تشمت بمن ابتلي بمعصية ، فتبتلى والعياذ بالله
والمشروع أن تسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة
ففي هذا الحديث : دليل على استحباب الاستعاذة بالله من هذه الأمور المذكورة ، فينبغي للمسلم أن يستعيذ بالله منها ، وأن لا يحرم غيره ،
اللهم اني أعوذبك جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء ،
وهذا الدعاء من الأدعية الجامعة
( اللهم فقهنا في الدين )