بقلم، د هاني ابو الفتوح
كيف كانت مصر قبل ليلة الثلاثين من يونيو وماذا حدث حتى يومنا هذا
جميعنا لا ينكر اننا بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ شئنا أم أبينا خرجنا منقسمين بل قسمنا أنفسنا بأنفسنا وأطلقنا على كل من تمنى استمرار نظام حكم مبارك أنهم فلول وشر مستطر منبوذ يستحق الرجم كان هذا رأي فريق واضح كل له مبرراته ودوافعه ورغباته وامنياته ومن يحركه ومن يوظفه وأغلبية صامته شاغرة أفواهها كل مايعنيها كيف تعيش بعيدا عن صراعات الحكم وأهله
واستمر صراع الحكم والانقسام وكانت جماعة الاخوان المستفيد الاكبر من تغيير نظام الحكم في انتخابات مجلس الشعب ووضع دستور حتى جاءت انتخابات رئاسة ٢٠١٢ وانتزعت المقعد دون أغلبية واضحة ورقميا بأعداد محدودة وتخوف قطاع عريض وصمت وترقب قطاع أكبر وكانت فترة حكم مليئة بالاضطراب والانقسام والمشاكل الجمة وضعف الدولة وصراع الحكم ومحاولة السيطرة المطلقة على كل المفاصل من قضاء ومحكمة دستورية ونائب عام إلى محافظين وحكومة ووزراء
لم يترك الصراع اي فرصة للقاء ولم تترك الرغبات الدفينة اي مناطق وسط او نقطة تفكير ودفعت مصر ثمنا غاليا سياسيا وسياديا واقتصاديا
ومن المعيب أن تغض فئة الطرف عن أخطاء كثير جمة حدثت وقرارات انفرادية ورغبات جامحة في السيطرة غلبت بل وأعمت العيون واغلقتها ولغة تعالي واضحة انتشرت وسولت لقراءات خاطئة استنادا لمواقف دعم دولية اعتقادا واهما من السلطة الحاكمة آنذاك ان الوصول إلى آخر مدى في الخلاف هو اللغة الوحيدة للي كل الأذرع وبسط النفوذ دون التيقن من حجم الخلاف الفكري والايديولوجي وأسلوب إدارة الحكم والسيطرة عليه وبين حجم التأييد او المعارضة له لذا جاء إنذار الجيش قبلها واضحا أن هناك حدثا جللا ينتظر الحدوث ان لم تتغير المفاهيم وتسرع الخطى في احتواء حقوق الطرف المعارض في إثبات الوجود وحق الحياة ولم يجيد الطرف الحاكم وقتها قراءة الأحداث ولم يدرك حجم خلاف كبير قائم ولم يحاول أن يجتهد للم شمل
ثم جاءت ليلة الثلاثين من يونيو فاصلة لتضع حدا واضحا أن المهلة قد انتهت وان كرة اللهب قد تدحرجت وان عقارب التغيير قد بدأت وان نقطة اللقاء قد ضاعت ولا يمكن ابدا الصمت على حجم الشقة والخلاف الواقع الذي يقسم الوطن ويقيضه فهبت رياح التغيير مع حسابات الصراع واصبح الأمر بين دولة تريد أن تعيش وجماعة ومؤيديها تريد أن تحكم وتسيطر وتبسط النفوذ
فهل كانت مصر حينها تستحق هذا المصير التعس والحياة البائسة وتبدل الحل فلم يعد الأقلية المذمومة هي الفلول بل تم حسم الصراع بقوة الضغط الشعبي واستجابة الجيش حتى وصلنا الى اليوم وأصبحنا منقسمين بين أغلبية شعب أراد أن يعيش بحرية وبين أقلية لجماعة ومؤيديها لم تفهم حق الآخر حين كانت السلطة معها واليوم تطالب بحقها متناسية الخطأ التاريخي في الاستقواء وشحن الناس واستعراض القوة بالمليونيات ووقف حركة الحياة حتى تم تدمير الاقتصاد وانتشر الخوف وضاع الأمان
٣٠ يونيو ايا كان حجم مؤيديها او قلة معارضيها شعبيا او دوليا جماعة واتباعها او أحزاب او أفراد او جماعات كانت نقطة فاصلة في تاريخ مصر شئنا أم أبينا نتفق مع الحكم الحالي في كل أفعاله او ننتقد بعضه في محاولة الوصول للافضل او طرف يعارضه بل يعاديه بالكلية
شاء الجميع أم أبوا فإن مصر اليوم افضل حالا وأكثر استقرارا وحصادا للجهد والعمل والتنمية الحقيقية على أرض الواقع مع اتفاقنا جميعا اننا نرغب في إصلاح اكبر وحرب فساد واقتصاد أقوى ومعيشة افضل واقل غلاء وأقل قروض وديون
لكن هناك أيضا لحظات فارقه نقف فيها خلف دولتنا وهي في أزمة مصير وحياة تستحق من الجميع غض الطرف عن كل خلاف