مرحبًا رمضان
بقلم الشيخ حمدي حسين أحمد
لكي تغتنم وتفوز في شهر رمضان
عليكم بهذه الوصايا
أولا: الفرح برمضان يكون بالطاعة والعبادة والقرآن:{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (سورة يونس: 58).
وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان، ويفرحون بقدومه، وأي فرح أعظم من رمضان موسم الخيرات، وتتنزل فيه الرحمات. وقد صور رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الفرحة بقوله ” لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ” ( متفق عليه ).
ومن الأشياء المحمودة في شهر رمضان
تزيين المساجد والإنارة..
فهذا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يستعد لرمضان فأنار المساجد بالقناديل، فكان أول من أدخل إنارة المساجد، وأول من جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان، فأنارها بالأنوار وبتلاوة القرآن، حتى دعا له الإمام علي -رضي الله عنه –بسبب ذلك.
عن أبى إسحاق الهمداني قال : خرج على بن أبى طالب في أول ليلة من رمضان والقناديل تزهر وكتاب الله يتلى في المساجد، فقال:” نور الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نورت مساجد الله بالقرآن.
ثانيا: تجديد النيه والتوبة من الذنوب والمعاصي والخطايا، والتخليه قبل التحليه
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:”إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ:{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }(الترمذي وصححه).
فتخيل كيف حال قلبك بعد أحد عشر شهرا من المعاصي والآثام؟!! فيجب أن نخلى القلب ونجليه ونطهره من هذه الآثام والظلمات، قبل أن نحليه بالعبادة والطاعة، فلا يجوز إدخال القرآن والصلاة والذكر على مثل هذه القاذروات، حتى نطهر القلب منها.
فهب أنك عندك قطعة أرض فضاء مملوءة قمامة تريد بناءها وتشييدها، هل ستحليها بالبنيان على ما هي عليه من قمامة أم تطهرها فهكذا القلب يحتاج إلى تخلية قبل التحلية.
فلا بد من الإقلاع عن الذنوب التي عشقناها طول العام، انزع نفسك من أوصاف الدنيا التي غرتك في سالف الأيام، اعتق رقبتك من أسر الهوى والآثام، حرر قلبك من سجون المادية الغليظة والأوهام، إذا صلحت بدايتك صلحت نهايتك، ومن صلحت بدايته صلحت نهايته، وإنه من أحسن البدء أحسنَ الختام.
ولنندم على تقصيرنا في جنب الله، وكم أن الله أمهلنا حتى هذا الوقت لنتوب.