مخاطر الصمت بين الزوجين
ألفت علام
مخاطر الصمت بين الزوجين
الطلاق العاطفي هي حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض رغم وجودهما في منزل واحـد، ويعيـشان فـي انعـزال عـاطفي ونتيجة لذلك تصاب الحياة الزوجية بينهما بالبرود وغياب
هناك أزواج يرتبطون بعد قصة حب ملتهبة لكن بعد مرور عدة سنوات من الزواج تنتابهم حالة الصمت الزوجي أو الزواج الصامت بمعنى أن يصبحا لا يتواصلان معاً بطريقة جيدة ولا احتكاك بينهما رغم أنهما تحت سقف بيت واحد
الصمت بين الزوجين أو ما يسمى بالطلاق الصامت أو الطلاق العاطفي بين الزوجين هو كبت للمشاعر ونوع من التفاعل السلبي الذي يؤدي لتفاقم محتوى نفوس الزوجين من المشاعر والمطالب ويصل الطرفين أو أحدهما لترجيح أفضلية طلب الطلاق كحل لهذا الصراع بين البقاء بهذا الوضع أو تغييره بالانسحاب من الحياة الزوجية برمتها.
فالمشكلات تبدأ صغيرة واتخاذ القرار بتأجيل مناقشة حلولها ومواجتها بشكل مستمر لا يحلها بل يشعبها ويعقدها.
الاختيار الزواجي غير المناسب للطرف الآخر، وفقدان مهارات التواصل الفعال والتحجج بظروف الحياة الحديثة من عمل وما يتبعه من إرهاق وتعب، وواجبات التواصل الاجتماعي بمجموعات الواتساب والسناب شات والانستغرام وغيره من وسائل التواصل، وألعاب الشبكة ، وشلة الأصدقاء مشتتات لبناء الحوار المرجو والذي يرتكز على قاعدة تلبية الحاجات النفسية ومصلحة الطرفين المتحاورين.
وبرغم هذا الواقع العصري فإن الصمت يثير الشكوك ويربك الحياة الزوجية فالحياة سابقاً لم تكن بهذا التعقيد وتداخل المسؤوليات وفقدان ترتيب الأولويات.
فيعيش الأزواج كالغرباء في سكن واحد يجمعهما بعد أن تعطلت بينهما لغة الكلام والاهتمام وحل بديلها الجفاء والبرود ليصبحا كموظفين في مؤسسة الزواج، وتفقد المؤسسة التاريخية وظائفها التي بنيت من أجله فتظهر السخرية والاستهزاء والمقاطعة في الحوار واللوم بين الزوجين ويفقد التغافل والرفق في التعامل فتتبلد المشاعر ويسود الصمت اللفظي والجسدي والعاطفي.
فشل الحوار:
قد يفتقد الزوجان المعايير الأساسية التي يجب الاعتماد عليها لإجراء أي حوار بينهما كأن يحتدّا مثلاً بالصوت العالي وبالتذمّر عبر كلمات مستفزة أو النقاش بأسلوب بعيد عن المنطق والموضوعية وهذا يؤدي إلى فشل الحوار الزوجي وبالتالي يلجآن للصمت بعد فقدان أمل حسن التواصل بينهما. وهنا الحل يكون في الحفاظ على علاقة الود والاحترام والتفاهم لكي ينجح الحوار ويتم التخلص من حالة الصمت الزوجي.
غياب التعبير العاطفي:
إنّ التعبير عن العواطف حاجة ضرورية لدى الزوجين لا سيما الزوجة، وإذا غاب هذا التعبير فستهتز ثقة المرأة بنفسها وتشعر بالنقص وكأنّ هناك أمراً ما تتمنّى الحصول عليه لكن لا مفرّ من الرضوخ للأمر الواقع. في هذه الحالة يكون الحلّ المناسب عبر تشجيع أحد الأطراف للآخر ودفعه من أجل التعبير عن مشاعره.
البرود العاطفي:
إنّ السببين الأولين الآنف ذكرهما سيؤديان بالطبع إلى الشعور بالبرود العاطفي إذ إنّ غياب التواصل بين الشريكين سيقتل مشاعرهما رويداً رويداً ويضعهما في مأزق الصمت الزوجي، وبالإمكان إيجاد الحل عبر خلق جو من الرومانسية بين الحين ولآخر لكي تتجدد مشاعر الحب بين الزوجين.
الحديث المملّ والمتكرّر:
عادة ما تلجأ النساء إلى تكرار ذات الأحاديث على مسامع أزواجهن فما إن تبدأ الزوجة بالتحدث لزوجها حتى تنهال عليه بالطلبات والاحتياجات المنزلية والعائلية ومشاكل الأولاد والجيران والأقارب وما شابه، ما يُشعر الرجل بالملل والرتابة فيتعمّد عدم التحدث مع زوجته والاستماع إليها، ما ينتج عنه حالة صمت زوجي، والحلّ بيد الزوجة التي يجب أن تدرك جيداً نوعية الحديث مع اختيار الوقت الأفضل لتقديم طلباتها أو اقتراح أفكارها لكي لا ينفر الزوج من حديثها.
أما مخاطر الصمت فنستطيع تعدادها على هذا النحو:
الآثار الصحّية:
إن صمت الأزواج يبعث مشاعر اليأس لدى كثير من السيدات، كما يستثير الرجل ويزعجه كثيراً، ويترتب على الصمت الذي تغرق فيه العلاقة الزوجية حدوث أزمة حقيقية تؤدي إلى مشاكل صحية.
الأولاد:
حالة الصمت الزوجي لا تهدّد الزوج والزوجة فقط، ولكنها تطال الأبناء أيضاً، حيث إن الطفل الذي ينشأ في أسرة تفتقد عنصر التواصل الكلامي هو في الغالب طفل لا يستطيع التعبير الجيد عن نفسه، وقد يكون في بعض الأحيان انطوائياً ومن الصعب عليه إقامة علاقة مع الآخرين في محيطه.
الطلاق: