“محلاها عيشة الفلاح”.
كتب محمود مليجي سليمان
“محلاها عيشة الفلاح” من يتذكر كلمات تلك الأغنية التى كتبها بيرم التونسى وغناها محمد عبد الوهاب “محلاها عيشة الفلاح مطمن قلب مرتاح يتمرغ على أرض براح والخيمة الزرقا ساتراه واللقمة يأكلها ومبسوط إكمنه واكلها بشقاه الشكوى عمره ما قالهاش إن لاقى أو ما لاقاش”، تلك الكلمات الجميلة انعدمت في وقتنا الحالي .
قريتي في أوائل القرن العشرين كانت القلوب صافية من الغل والحقد والكراهية. كان زاد الجميع هو القناعة والرضا، لم تعرف قريتي الضغينة يوما طريقها أبدا مهما كانت المصائب والنوائب.
قريتي كان الحب والايثار يملئ القلوب، كان أهل القرية في رمضان في أوائل القرن العشرين كما كنت اسمع من الآباء والأجداد وما كنت اشاهد في افلام الأبيض والأسود كان أهل القرية يتجمعون قبيل مدفع الإفطار فى رمضان، يتسامرون فى كل ما هو خير للجميع، وكانوا يتراصون فى المساجد ليلا، القلوب كما الأجسام فى بنيان واحد.
الآن الحياة سادها التنافر وقطع الأواصر انعدمت العلاقات الطيبة التي كانت تسكن البيوت المتواضعة المقامة من الطين .
اقولها بكل فخرا وعزة نفس انني فلاح وسأبقي فلاحا ما حييت اشتاق واحن للماضي اذان الفجر بصوت الشيخ إبراهيم بدر وخطبة الجمعة بصوت فضيلة الشيخ عبدالستار والشيخ رمضان اشتاق الي الكلمة التي كان يلقيها الشيخ رمضان بعد صلاة العصر في كل ايام رمضان وكلمة الشيخ عبدالستار بعد صلاة المغرب في كل ايام رمضان حتي أذان العشاء .
اشتقت لزمان كانت الأفراح لم تكن تقام أو أى مظهر من مظاهر البهجة طالما حل بأحد عائلات القرية خطب أو ملمة.
اشتقت لزمان كان هناك احترام المرأة وعدم التعرض لها بأى سوء حتى وإن أساءت.
اشتقت لزمان كانت المرأة الريفية عينها على جيرانها ممن لا يملكون خير مثلها.
اشتقت لزمان كان يسود داخل القرية السكينة والهدوء .
اشتقت لزمان كان أهل القرية بيت واحد وعائلة واحده .
اشتقت لزمان كان في قريتي لا تسمع لفظا خارجا أو سبا أو قذفا.
اشتقت لزمان لا تعرف قريتي المعاملة الخشنة التى وصلت الآن إلى حد ارتكاب الجرائم دون وازع من ضمير وللأسف تقع من أقرب الناس، والأنكى من كل ذلك أنها تجد طريقها للنشر على صفحات التواصل الاجتماعى التى أصبحت تتفن فى نشر فضائحنا “لايف” وعلى الهواء مباشرة.