بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير الُبصيلى
…………………………………………………………..
كان العُرف المُتبع عند أغلب الأُسر قديماً أن يتم دفن كبير العيلة داخل المنزل
فإذا أراد الشخص بيع المنزل “عشان إتزنق فى قرشين” فهو أمام خيار من إثنين
إما أن يقوم بإستخراج الميت و دى عملية مُكلفة وصعبة نفسياً ومادياً و فى هذه الحالة يمكن عَرْض البيت بسعر مُرتفع
أو يعرض المنزل للبيع “بالميت” وكده هيكون سعره أقل بكتير
وبالرغم من إختفاء عادة دفن الموتى داخل المنازل ظل مصطلح “بالميت” يعبر عن الحد الأدنى لسعر بضاعة معينة
يعني لو واحد مثلاً عارض سيارة للبيع بيقولك العربية دى “بالميت” تجيب كذا
ثم جاءت مرحلة اخرى تزامنت مع دخول الحملة الفرنسية مصر وحينها جرى إقرار قانون نابليون يتضمن الإجراءات الجنائية والعقوبات والمرافعاتومن خلاله تم تحديد أماكن لدفن الموتى وهي عبارة عن أماكن فضاء تبعد عن المدن والقرى مسافة لا تقل عن 3 كيلومترات.
ثم مرحلة أخرى كانت إبان عهد محمد علي والذي أصدر قانون الجبانات وحدد أماكن للدفن بل وعين لكل جبانه مسؤولًا وهو التربي ويساعده شخص مسؤول عن الدفن وجميعها تابعة لوزارة الداخلية وحسب القانون لا يسمح بالدفن إلا عن طريق تصريح صادر من مفتش الصحة وبعدها جرى تحديد 250 مقبرة لكل تربي تابعة للمديريات.
ثم قرر إلغاء عادة دفن الموتى داخل المنازل لمخالفتها تعاليم الدين الإسلامى وقرر “يطلع ميتين” هذه الأُسر ويدفنهم فى مقابر المسلمين ومراعاة منه لكبار الشيوخ قام بتحويل بعض منازلهم لمقابر عشان مايصحش “يطلع ميتينهم”
وكانت عملية دفن الموتى داخل المنازل عُرف مُتبع وتقاليد صعب تغييرها بالنسبة للعامة فاستنكروا تغيير هذا التقليد وقالوا إزاى يعنى يطلعوا ميتينهم؟!!
وظل المصطلح حتى الآن يُستخدم للتعبير عن السلوك الغير مقبول يعنى الواحد يقول مثلاً الجماعة دول طلعوا ميتينا أو طلعوا ميتين أبونا يعنى أجبرونا نعمل حاجة مش عايزين نعملها !!!