الكاتب الرياضي : إسلام الجزار
مَع عودة ليدز يونايتد للبريمير ليغ ، نستذكر واياكم تاريخ هذه العداوة التاريخية بين الفريقين
لا يعرف الجميع سبب هذه العداوة بين الفريقيين ، والتي تُعتبر ثاني أكبر عداوة في عالم كرة القدم الإنجليزية بعد اليونايتد بعد ليفربول ،تعود هذه العداوة في بداياتها والتي كانت بعيدة كل البعد عن كرة القدم .
حيث كان الصراع على العرش في انجلترا بين عائلتين هما : لانكستر والتي كان شعارها الوردة الحمراء ، وعائلة يورك والتي تتخذ الوردة البيضاء شعار لها ، وسميت بحرب الورود .
واستمرت الحروب بينهم من عام 1455 – 1487 ميلادياً ،
واشتعل الصراع على السلطة حول المشاكل الإجتماعية و المالية التي عقبت حرب المئة عام .
بعد إنتهاء الحرب عادت العائلات إلى مناطقها حيث عادت عائلة لانكستر والتي كانت تتخذ من مانشستر مقر لها ، وعائلة يورك والتي تتواجد في مقاطعة يوركشير والتي توجد فيها ايضا مدينة ليدز .
وبعد الحرب بعدة سنوات ما زال الصراع و الكره يتزايد و يتصاعد فيما بينهم ، أتت الثورة الزراعية في منتصف القرن الثامن عشر والتي كانت لا تخلو من التنافس فيما بينهم ، بدأت مقاطعة يوركشير بزراعات المحاصيل الزراعية وتمددت وتطورت في هذا المجال .
ولكن عائلة لانكستر احرقت معضم محاصيلهم حقداً وحسداً في تطورهم في هذا المجال ، وكادت أن تقوم حرب طاحنة فيما بينهم لولا تدخل ملك إنجلترا في وقتها واعطاء حل لهذه المشكلة .
وبعد اعوام قليلة نافست عائلة لانكستر في هذا المجال ، ولكن انتصرت عائلة يورك ، وذلك بسبب تطور معداتها ،
بعدها استمرت الكراهية و الحقد لفترة طويلة مدفون في قلوب العائلتين ، وأتت الثورة الصناعية المعروفة في إنجلترا ، واتجهت كلا المدينتين للصناعة والذي كان لا يخلو من المنافسة و الصراع فيما بينهم .
وانتصرت عائلة لانكستر في مجال الصناعة وهذا الشيء أشعل العداء بين العائلتين ،بعد هذا و ذاك أتت كرة القدم والتي كانت محط اهتمام كبير من الانجليز ، فكانت مدينة مانشستر مهتمة بنادي نيوتين هيث ( مانشستر يونايتد ) ، ومقاطعة يورك حينها مهتمة برياضة الرجبي .
بعدها تغير اسم نيوتين هيث الى مانشستر يونايتد وتم تأسيس نادي ليدز سيتي في عام 1904م .
بعد تأسيس نادي ليدز سيتي بسنتين تقابل الفريقيين في أول لقاء بينهم والذي انتصر فيها ليدز في الذهاب بنتيجة 3-0 ، وفي الإياب انتصر مانشستر بنتيجة 2-0 ،
بعدها دخل نادي ليدز سيتي في مشاكل مالية والتي تسببت بإغلاق النادي لفترة .
وبعد أعوام تم حل هذه المشاكل ، وعاد نادي ليدز باسم جديد وهو ليدز يونايتد في عام 1919م والذي اتخذ الوردة البيضاء شعار له .
نأتي لفترة الستينات عندها كان السير مات بازبي مدربا لمانشستر ، ودون ريفي مدربا لنادي ليدز والذي استقطب في وقتها نجوم عالميين للفريق .
كانت حينها فلسفة المدربين مختلفة فالسير مات بازبي يميل للعب الممتع معتما على : دينيس لو و جورج بست و بوبي تشارلتون والذي حقق جميعهم الكرة الذهبية ،
أما بالنسبة لمدرب ليدز فكان يميل للعب القوي و الخشن وكان دائما ما يشجع لاعبيه على الخشونة والقوة معتمدا على لاعبين يحبون هذا النوع وهم بيلي بريمر و بوبي كولينز و جون جايلز .
استمر الود مفقوداً بين هذين الفريقين أو هذه المدينتين في فترة السبعينات وتأزمت العلاقات بعد انتقال ثلاثة من أبرز لاعبين ليدز إلى مانشستر يونايتد بقيمة ٨٠٠ الف باوند .
عندها خرج اللاعب ماكوين بتصريحه الشهير عندما قال ” اسأل اي لاعب في انكلترا إلى أي ناد يريد الانتقال ويأتيك الجواب من 99 في المئة منهم إلى مانشستر يونايتد ، أما اللاعبون الذين يمثلون نسبة الواحد في المئة الاخرى فانهم يكذبون” .
تراجعت حِدة الخلافات في فترة الثمانينات بسبب هبوط مستوى ليدز وتواجدهم في الدرجة الثانية ، بعدها عادت الكراهية تلمع من جديد في بداية التسعينات بعد منافسة شرسة بين الفريقين ، حرم ليدز مانشستر يونايتد من الفوز باللقب عام ٩٢ بعد صيام طويل عن البطولات .
ليدز قدم مساعدة عظيمة لمانشستر يونايتد وساعده من غير قصد ومن دون نية فعلية على فرض سيطرته على بطولة الدوري عندما باعه النجم الفرنسي إريك كانتونا عام ٩٢ مقابل مليوني دولار .
في فترة التسعينات فشل ليدز في اختيار اللاعبين وصرف في هذه الفترة ١٠٠ مليون ولكن لم ينجحو كما نجح اليونايتد .
صدمة أُخرى لجماهير ليدز في بداية الألفية وهي تعاقد مانشستر مع الصخرة الدفاعية ريو فيردناند ، وبصفقة جعلته أغلى مدافع في العالم عام 2002م ، وقبل انتقاله كانت قد اختارته جماهير ليدز كأفضل لاعب في الموسم ، ومن قوة العدائية وبعد انتقاله لليونايتد رفضو تسليمه هذه الجائزة .
وقبل أول لقاء لـ ريو أمام ناديه السابق ليدز يونايتد في ملعب الايلاند ، صرح قائلا ” أعلم أنني سوف أواجه كثير من الصافرات والشتم ، أنا أُقدر ذلك لكن عليهم أن يعلموا أنها ليست مسألة حياة أو موت أنا ذهبت لنادي كبير ينافس على جميع البطولات وأنا الآن لاعباً لمانشستر .
انتهت المباراة بفوز ليدز ، مما جعل الحارس بارتيز يلتقط زجاجة ويضربها بعنف فاخترقت الشبكة أصابت مشجعاً معوقاً كان يجلس خلف المرمى ، ثم شهدت المباراة أحداثا مؤسفة علماً أن السلطات المحلية اتخذت كافة التدابير الأمنية لكن كل الإجراءات لم تمنع حدوث أعمال شغب وعنف جرح خلالها ضابطان .
تطور مستوى مانشستر يونايتد وحقق المزيد من الانجازات المحلية و الاوروبية ، هبط مستوى ليدز يونايتد بسبب صعوبات مالية حادة واجهت النادي في بداية الألفية وهبط من خلالها الدرجة الاولى عام 2004 وبعدها الى الدرجة الثانية .
غاب فريق ليدز عن الدوري الممتاز لمدة 16 عامًا ، حتى أنه تراجع في الدوري الأول لمدة ثلاث سنوات قبل فترة امتدت دون انقطاع لمدة عشر سنوات في الشامبيونشيب .
فريق المدرب مارسيلو بيلسا هو إلى حد بعيد أكبر “نادٍ” في الدرجة الثانية في إنجلترا بأي مقياس تقريبًا ، مع ثلاثة ألقاب في الدوري ، كأس الاتحاد الإنجليزي ، كأس الدوري ونهائي كأس أوروبا – بالإضافة إلى ظهوره في آخر أربعة من دوري أبطال أوروبا في بداية هذا القرن.