خالد ألسلامي
لو نظرنا إلى عدد سكان أقوى دولتين في العالم وهما الولايات المتحدة الأمريكية التي تتكون من خليط غير متجانس عرقيا ودينيا من الناس نزحوا إليها من مختلف بلدان العالم بمافيهم نسبة كبيرة من العرب حتى بلغ عدد سكانها قرابة ٣٣٠ مليون نسمة واستطاع حكامها ان يجعلوا من هذا الخليط أقوى شعب في العالم عسكريا واقتصاديا.. بينما تتكون روسيا التي تمثل القوة العظمى الأخرى من شعب خليط غير متجانس دينيا وعرقيا ايضا والذي يبلغ تعداده حوالي ١٤٦ مليون نسمة لتكون أقوى الدول المنافسة لقيادة العالم مع الولايات المتحدة. الأمريكية بينما تتكون بعض الدول العظمى الأخرى من حيث عدد سكانها من عشرات الملايين وكلها خليط مختلف الاعراق والاديان عدا الصين طبعا التي تعتبر اكبر دولة في العالم من حيث عدد سكانها.
هذا بالنسبة للقوتين العظميين وبعض الدول العظمى الأخرى .. اما بالنسبة لدول الجوار فلاتوجد دولة من الدول الساعية لابتلاع العرب وارضهم تتعدى في عدد سكانها ٩٠ مليون نسمة وهي جميعا مكونة من خليط غير متجانس بأستثناء إسرائيل التي لايتجاوز عدد سكانها تسعة ملايين فرد ولايجمعهم سوى الدين اليهودي وجميعهم مستمرون في تجهيز الخطط و العدة والعدد للحصول على اكبر حصة من أرض العرب وقد حققوا مراحل متقدمة في استمالة العرب لخططهم وصار لهم مواطىء قدم قد لايمكن ازاحتها على المدى القريب بسبب تفكك أمة العرب التي اوصلت الدين الإسلامي الي كل العالم بمافيها الدول التي تحاول أن تتقاسم أرضهم اليوم.
ترى ماذا جرى لتتفكك أمة يجمعها عرق واحد ونسب واحد وأكثر من ٩٠٪ من أبنائها على دين واحد مع اعتزازنا ببقية الاديان الموجودة في الوطن العربي ويبلغ عدد سكانها حوالي ٤٠٠ مليون نسمة وتمتلك من الامكانيات التي لو امتلكتها أضعف دول العالم لتسيدت الأرض باتجاهاتها الاربع فهي تمتلك ثلث نفط العالم وغازه الطبيعي او ربما اكثر و ارضاً مليئة بأفضل انواع المعادن والثروات الطبيعية إضافة إلى خصوبتها وماتمتلكه من انهار عظيمة ومياه جوفية وفيرة و افضل الممرات العالمية برا وبحرا وجوا هذا عدا القوة البشرية الهائلة التي لو أُعدت اعدادا وطنيا سليما لأصبحت اكبر قوة بالعالم بما تمتكله من عوامل القوة التي تم ذكرها آنفا.
اذاً مالذي جعل المواطن العربي يتشبث بهذا الحاكم الاجنبي او ذاك حتى وإنْ كان مسلما ليخلصه من حالة الفقر المدقع والحاجة إلى ابسط الخدمات وهو ينظر إلى المواطن في الدول الأخرى القريبة والبعيدة وهو يعيش افضل مستويات الحياة ويتمتع بأفضل الخدمات رغم عدم امتلاك دولته لمايمتلكه الوطن العربي من مقومات الحياة المترفة وصار مستعدا لتسليم أمره وارضه لهذا الحاكم الاجنبي او ذاك أملا في تحسين حالته وهو يعلم جيدآ ان اي اجنبي سيحكمه مهما كان دينه سوف لن يكون الا طامعا وناهبا لارضه وخيراتها وسيذله ربما اكثر مما ذله حكامه الان بسبب احقاد قديمة ضد العرب كونهم هم من اختار الله أن يختم بهم رسله وانبياءه ورسالاته السماوية وهم من غَيّر وجه الأرض انذاك .
ترى هل الخلل في الشعب ام في الحكام ام في السياسة العالمية التي فرضت نفسها فقط على العرب وارضهم ؟
تبقى المسؤولية الكبرى على الشعب الذي انساق وراء الفتن الطائفية والتكنولوجيا والالكترونية التي تخدم المخططات الخارجية بدلا من ان يسعى للتوحد وبناء دولة العرب الكبرى التي لو بنيت بشكلها الصحيح لاصبحت قوة عظمى أخرى ان لم تكن الاولى عالميا لماتمتلكه من مقومات تلك القوة فلا يمكن أن نلوم اي حاكم عربي وذلك بسبب عدم استقلالية اي منهم مطلقا فكل حاكم مرتبط ببرنامج و مخطط خارجي يُثبِت كرسيه مقابل تنفيذ مآرب ذلك المخطط ولايمكن ان نلوم الدول الخارجية على طموحاتها ومشاريعها التي تسعى لتحقيقها وبغض النظر عن شرعيتها من عدمها إنما يقع اللوم كل اللوم على من ارتضى ان يكون اداة لتلك الطموحات والمشاريع التي تستهدف أرضه وأهله بما فيهم جميع الحكام العرب .
أعجبني
تعليق