كتبت د.سحر زغلول
كورونا رسالة ربانية عاشها الجميع في كل دول العالم ، استوعبها البعض و تجاهلها آخرون .
ما بين عشية و ضحاها اجتاز العالم فيروس مجرد فيروس ارعب البشرية ، عزلنا عن بعض . الخوف ملأ قلوبنا اعتزلنا الناس ،الأحباب ، الأقارب ، اماكن العبادة ، الترفية و كذلك اماكن المحرمات .
اصبحنا في وقت ترهبنا فيه الكحة و العطسة و يرعبنا اللمس و النفس .
البعض استوعب ان الابتلاء لردع عن الذنوب والمعاصي والبعض اعتبرها ابتلاء دافع لتنقيته من الذنوب ورفع منزلته وانها النهاية فكانت الفرصة لتصحيح الأخطاء بينه و بين الله و بينه وبين الناس ، و آخرون اعتبروها فرصة للتجارة و الكسب علي حساب آلام و مخاوف الآخرين.
جاءت كورونا لتمنحنا هدنة لنعيد حساباتنا مع أنفسنا و مع الآخرين
و السؤال احبائي هل كورونا منحة أم محنة ؟!
نحن نحتاج لوقفة مع النفس ، فمع الحظر و زيادة ساعاته و كثرة اوقات تواجدنا في المنزل لمسنا الحقيقة من تفكك اسرى واثاره التى ادت الى فقد الاستقرار بسبب الانشغال الدائم لتوفير الاحتياجات المادية ناهينا عن توفير الوقت و الحب و الاهتمام للأسرة وعـدم التواصل مع الآخرين بشكل صحيح .. وكانت كورونا لندرك ان بناء الأسرة كان يحتاج تواجدنا ووقتنا أكثر من أموالنا وان قبلة الحب و نظرة الحب لأفراد الأسرة أهم من لقمة طعام تملأ البطون ..
لذا علينا ان ندرك أيهما اهم و ماذا بعد عودة الحياة الي طبيعتها هل سيكون هناك توازن بين احتياجاتنا المادية و تحقيق الذات و بين التوازن في اشباع احتياجات من نحب ام ستعود الحياة كما كانت ونعود مرة اخري لتوفير مستوي معيشي افضل و ننسي ان احتياج الحب و الحنان و الاهتمام يساوي بل اكثر بكثير من الاحتياجات المادية
و في علاقاتنا مع الاخرين خارج الاسرة علينا أن نسأل انفسنا ماذا بعد كورونا لو كانت النهاية
هل رددنا المظالم إلي اصحابها ، هل تذكرنا ان الديان لا يموت و انه لا يحل مال امرئ مسلم الا بطيب نفس وان ما اخذ بالنصب و الاحتيال و المزاح باطل و اخذ بعين الحياء فهو باطل ، هل توقفنا عن الخوض في اعراض الاخرين ، هل علمنا ان الحلال بين و الحرام بين وعلينا عدم الوقوع في المشتبهات ….
والحل احبائى
مع كورونا ادركنا ان الانسان كائن هش وضعيف جدا والحل ببساطة هو ان نبدأ من الداخل نواجه انفسنا بتقصيرها نفيق من غفلتنا و نعلم ما لنا و ما علينا ،حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا فالناجي من البلاء ليس من انقضي الوباء دون اصابته انما الناجي من فهم الرسالة و لم يتجاهلها . عاد الي الله ذكر و شكر و تاب و اصلح ، من واجه نفسه بتقصيره في حق الخالق و حق نفسه و حق الاخرين
كورونا فرصة علينا استثمارها و العودة الي الله بقلب سليم و ان نطهر قلوبنا من الحقد و الغل و الحسد ….انها دعوة للعودة الي الله بقلوب نقيه ، العودة الي انفسنا ، صالح نفسك ، حبها ، قدرها ، كافئها . قول لنفسك انا بحبني و استاهل اكون نظيف من الداخل قبل الخارج .فرصة لاعادة بناء العلاقات وترميم العلاقات .فلنعتزل السلبيين في حياتنا و نتوقف عن كل ما يؤذينا ويؤذى الاخرين و نسعي للحفاظ علي من هم سبب سعادتنا ..نبدأ ببناء اسرة صحية وزيادة التواصل بين افرادها و لم شملها وترميم علاقاتنا فما زال امامنا فرصة للعودة وتصحيح ما افسدناه وما افسدته المتطلبات المادية للحياة
فمازال احبائي امامنا منحة و هدية ربانية بعد ان ادركنا ان وجودنا ليس سوي ومضة في عمر الكون