بقلمي / حامد ابوعمرة
كثيرون من هم يتشبسون بمقولة وبصورة مطلقة ، أن أقصر الطرق بين نقطتين هي الخط المستقيم فيربطون مابين اليسر في حياتنا ، وبين الاستقامة في الدروب ..! وإن صح ذاك القول أوتلك النظرية من الناحية الهندسية ؛ إلا أنها في التطبيق الفعلى لحياتنا العملية ، وفي واقعنا وسلوكياتنا فقد تصيب ،وكثيرا ماتخطيء أو تتعارض مع مجريات حياتنا ،ولو اتبعنا مسار الخط المستقيم لتعطلت كثيرا من الأشياء في مناحي حياتنا.. أعني بذلك ألا نسلم بكثير من المقولات التي تحتاج منا إلى تدقيق وأعادة نظر ولا نسلم بأنها قولا واحدا، ولو كان الخط المستقيم كأقصر الطرق عند اتباعنا إياه ، لما كان للإنسان أن يجتاز الجبال ،وأن يلتف حولها بكل مرونة لتعبيد الطرق بين المدن أو القرى ، ولولا الطرق القوسية لمااستطعنا الوصول لقمة تلك الجبال ، ولولا الشكل القوسي ولاأقول المنحني لأاني أمقت الإنحناء بشتى صورة لما فيه من مذلة وخنوع وانبطاح خاصة هذه الأيام في عالم البشر ،ولولا شكل القوس الذي به من القوة والصلابة والمرونة لما احتضنتنا الأشجار بظلالها ، ولا سار القطار على القضبان الحديدية أوالسيارة على الأرض ولا طارت طائرة في الجو ولا أبحرت سفينة ، أما في الآخرة فالأمر يختلف كليا، فلولا اجتيازنا للصراط المستقيم لما فزنا أو نجونا من التهلكة ودخلنا الجنة ؛ وإن كنا نسلم بأن دخولنا الجنة هو برحمة الله لذلك نقول في كل صلواتنا اهدنا الصراط المستقيم .