كتب : عبده الشربيني حمام
منذ أيّام، حطّت أوّل طائرة إسرائيليّة في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة مرورًا بالأراضي السعودية، لتخطّ صفحة جديدةً في مسار الشرق الأوسط. هذه الخطوة التي اعتبرها البعض خيانة للقضيّة الفلسطينيّة لم تلق استنكارًا كبيرًا من قيادات العالم العربيّ السياسيّة , حيث وصفتها بعض القيادات بفاتحة تحالف جديد قد يساهم في حل الملف الفلسطيني العالق و يدفع في سبيل حل الدولتين.
هذا و قد وصفت بعض وسائل الاعلام الغربية الموقف الرسميّ العربيّ بالمحتشم أكثر من العادة، رغم ترحيب بعض الدّول الخليجية بهذا القرار، واصفةً إيّاه بالـ “الخطوة السليمة في اتجاه بناء علاقات اقتصاديّة مستقرّة ومتينة”.
وصفت السلطة الفلسطينيّة التطبيع العلني بين البلدين بالخيانة وقد اتخذت جُملةً من القرارات السياسيّة لتعبيرها عن رفضها القاطع لهذا التوجّه الإماراتي، من بين أهمّ هذه القرارات سحب مشاركتها من معرض دبي إكسبو 2020 والذي تقرّر تأجيله لسنة 2021 تجنّبًا للتحدّيات الصحّية التي قد يفرضها معرض ضخم بهذا الحجم، يحتشد فيه الآلاف من جميع أنحاء العالم.
السلطة الفلسطينية و التي أعربت عن رفضها لهذا القرار واصفة إياه بالخيانة الغير متوقعة , لم تتزن كعادتها بالتزامها المعهود بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبقية الدول لعدة اعتبارات أهمها الضغط المسلط عليها بسبب خطة الضم التي تنوي حكومة الاحتلال بموجبها ضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة الى سيادتها.
في فلسطين، هناك غضب شعبيّ كبير على القرار الذي اتّخذته السلطة الفلسطينية بمقاطعة الامارات خاصة من عوائل الفلسطنيين المغتربين بابو ظبي، في الحين ذاته، تنفّس البعض الصعداء على خلفيّة تراجع إسرائيل عن مشروع الضمّ بمقتضى الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.
لم تلقى القرارات الأخيرة للقيادة في رام الله استحسان نسبة كبيرة من رجال الأعمال الفلسطينّيين، خاصّة كبار التجّار الذين تعوّدوا المشاركة في المعرض سنويّا لعرض سلعهم، الأمرُ الذي سينعكس على مداخيلهم سلبًا. أصدر بعض هؤلاء بمعيّة مواطنين فلسطينيّين مقيمين في دول الخليج بيانا للتنديد بالقرار السياسيّ “المتسرّع” الذي أعلنت عنه السلطة الفلسطينية، داعيةً إيّاها للتراجع، وعدم التصعيد مع دول الخليج، كيْ لا تزيد من عزلتها السياسية وحتّى لا تخسر شركاء سابقين أو محتملين في المستقبل.
ترفض الغالبية المطلقة من الشعب الفلسطيني تطبيع أيّ دولة عربيّة أو مسلمة مع إسرائيل، لكنّ هناك توجّها شعبيّا عامّا نحو التركيز على مشاكل الأراضي الفلسطينية الضخمة، فالاقتصاد يعيش وضعا حرجًا للغاية، والوضع الصحّي في تردّي مستمرّ، ومستويات البطالة في ارتفاع مطّرد.