لسنا ملائكة
فاطمة عبد العزيز محمد
أن الإنسان يولد صفحة بيضاء، لا يعرف الخير أو الشر والبيئة المحيطة به
له الكلمة العليا، وهي التي تشكل سلوكه تجاه الآخرين، وتدفعه إما ليكون خيرًا أو شريرًا،
والإنسان مزيج بين الخير والشر، ومهما كانت درجة الخير داخل الإنسان لن يصل لدرجة الملائكة.
ولنا المثال في ذلك الزوجة التي تطلب من زوجها أن يتزوج عليها،
وحين يتزوج عليها تدب في نفسها الغيرة لتحاول بكل الطرق الممكنة التخلص من زوجته.
والملائكة عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وقد خلقهم الله وجبلهم على طاعته وعبادته،
فمنهم الموكل بالوحي،
ومنهم الموكل بالأرزاق ،
ومنهم الموكل بالجبال،
ومنهم المخلوق للعبادة والصلاة والتسبيح وذكر الله.
روى الترمذي وحسنه عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ) حسنه الألباني في “صحيح الترمذي”.
وفي حديث الإسراء : ( فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ : هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ ) رواه البخاري ومسلم.
لكن نحن بشر ولسنا بملائكة معصومين، بل نحن بشر نخطئ فنتراجع حيث نندم ونتوب،
فتزل أقدامنا مرة أخرى ثم نجاهد انفسنا ونتراجع فنندم ثم نتوب،
فالإنسان في هذه الحياة يجاهد نفسه التي تأمره بالسوء
وتميل إلى الشهوات وإلى الطغيان والتفلت من الأوامر، يقول الله عز وجل: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة يوسف: 53.
ويقول الله عز وجل:
{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}
سورة العلق: 6-7، فهلاك الإنسان في يستمر في غفلته يغرف من قدور الخطايا غير مستحي من ربه.
وبالنهاية كلنا بشر نعمل ونجتهد ونخطئ، والحياة تسير بشكل طبيعي سواء أخطانا أم أنجزنا، والعبرة أن نعمل ونجتهد ونستفيد من الأخطاء.