لتجنب الغرامات.. المقدسيون يتجهون نحو الهدم الذاتي لمنازلهم
عبده الشربيني حمام
مرة أخرى يطفو ملف عمليات الهدم الإسرائيلية لمنازل الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة بسبب البناء دون رخصة، وذلك بعد قيام عدد من الفلسطينيين بعمليات هدم ذاتي لبيوتهم في حي سلوان لتجنب دفع رسوم إضافية.
وبلغت عمليات الهدم الذاتي في القدس الشرقية المحتلة خلال الربع الثالث من هذا العام 24 عملية ، وذلك لتجنب دفع غرامات إضافية لصالح البلدية التابعة لإسرائيل.
وبحسب مؤسس المركز العربي للتخطيط البديل، د. حنا سويد، فإن “عملية الهدم الذاتي تعد خطوة دفاعية من أجل تقليص حجم الأضرار وتفادي دفع تكاليف الهدم وأجرة عناصر الشرطة التي تصل لتأمين عملية الهدم”.
ويضيف سويد أنه “لا توجد إحصاءات دقيقة حول نسبة الأشخاص الذين يهدمون بيوتهم بأيديهم، ولكنها ظاهرة سائدة خاصة في مدينة القدس الشرقية”.
ويضطر الفلسطينيون، بحسب مؤسسات حقوقية، إلى البناء بدون رخصة في بعض الأحيان بسبب صعوبة الحصول عليها نتيجة البيروقراطية الإسرائيلية إلى جانب التكاليف المرتفعة المتعلقة برخص البناء ورسوم التخطيط.
ولا تحظى عمليات الهدم الذاتي بتغطية إعلامية واسعة في المنابر الكبرى مقارنة بعمليات الهدم التي تُنفَّذ بمشاركة الشرطة الإسرائيلية وعناصر البلدية، غير أن الإحصاءات في السنوات الأخيرة تُظهر تزايد توجه الفلسطينيين نحو الهدم الذاتي لتجنب الغرامات المالية الكبيرة واحتمالية السجن في حالة عدم السداد.
ويقدر عدد الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، بحسب آخر الإحصائيات، بنحو 350 ألف نسمة، يحمل أغلبهم بطاقة الهوية المقدسية، وهي بطاقة إقامة دائمة ولكن دون الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
وتحتل إسرائيل القدس الشرقية منذ عام 1967 في خطوة لم تحظَ حتى الآن باعتراف دولي، حيث تنص قرارات مجلس الأمن على عدم الاعتراف بضم إسرائيل للقدس الشرقية وتدين أي إجراءات تهدف إلى تغيير الوضع الجغرافي أو الديمغرافي للمدينة.