لا نعترف بالمشكلة ولا نريد حل
بقلم عبير مدين
كنت لا أرغب في الكتابة لكن كالعادة هناك ما يحملني على الفضفضة و وضع بعض حروف كالعادة سوف تتبعثر في الفضاء.
مع خروج المنتخب المصري لكرة القدم من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم سارع الجميع للبحث عن شماعة لتعليق سبب الإخفاق عليها تاركين السبب الحقيقي وراء العديد من الإخفاقات في الواقع المصري.
السبب الحقيقي هو غياب المنافسة واستئثار فريق بالصدارة
غياب المنافسة الحقيقية في الدوري المحلي من وجهة نظري السبب فهناك فريق اعتاد الفوز وفرق تخصصت في الخسارة صدارة فريق ليس معناه أنه الأفضل إلا لو كانت الفرق المنافسة على نفس المستوى من القوة أو تقاربها. عندما يضرب عملاق قزم لا عجب أن يتوج بالفوز وهذا ليس إعجاز ولا إنجاز ليس تقليلا من شأن العملاق لكن شفقة على حال القزم
مشكلة معظم الأندية المصرية في المقام الأول ضعف الإمكانيات المادية التي تصنع من الفسيخ شربات فما بالك لو كان الشربات من فاكهة طازجة.
ينحصر دعم وتشجيع الغالبية وخصوصا رجال الأعمال على فريقين أو ثلاثة أما باقي الفرق كمن يريد أن يزرع في الصخر، لاعبي الفرق الصغيرة أقصى طموحهم ليس الفوز بقدر لفت نظر السماسرة المحليين والأجانب ربما يبتسم الحظ يوما لهم أما إسم النادي والولاء والانتماء فهي جمل لا محل لها من الإعراب في حياة اللاعب.
ولذلك فلا أمل في وجود منتخب قوي حتى لو تعاقد مع مدرب من الفضاء الخارجي أو استقدمت الشيخة خديجه المغربية.
الاعتماد على إسم لاعب دولي أو أكثر ليس هو الحل الأمثل الفريق يتكون من أحد عشر لاعب أساسي يجب أن يكونوا بنفس القوة والقدرة على المنافسة والقاء اللوم على لاعب حجة و مبررات للهروب من الحقيقة لأنها لعبة جماعية حتى لو ظهر لاعب أقل من مستواه فيجب على باقي الفريق تعويض ذلك وإلا لما سمي فريق؟!، الاعتماد على الحظ في ركلات الترجيح مغامرة و اندفاع غير محسوب
كذلك الحال في السياسة تلميع حزب وتهميش باقي الأحزاب جعل الحالة السياسية في مصر ككائن مبتور الساقين والمطلوب منه خوض السباقات الانتخابية، تكدس رجال الأعمال في حزب واحد قتل فكرة المنافسة وجعل فرصة الوصول إلى الفوز بالكرسي محدود.
تهميش دور المعارضة وعدم الفهم الصحيح لدورها ودور المجالس النيابية جعل دور الأداء الحكومي غير مرضي على كافة الأصعدة
احتكار فصيل معين لكل الصلاحيات والسلطة ضرره أكثر من نفعه ومهما بذلت من جهد يظهر الأداء هو الآخر غير مرضي
أما المجاملة والمحسوبية في الاختيار للمراكز و المناصب فحدث ولا حرج عن تنحية و هروب الكفاءات العلمية بسببها
نجاح أي منظومة أو دولة هو العمل الجماعي و روح الفريق الواحد لكن للأسف كل المشاكل نرجعها للحظ والسحر والمس ولا نعترف بوجود أسباب حقيقة تحتاج علاج وبالتالي لا نريد حل.