“كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ”
بقلم دكتورة/ مفيده ابراهيم عميدةكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالازهرالشريف
شهر رمضان موسمٌ للطاعات عظيم، عظيمٌ في قدره، عظيمٌ في أجره، عظيمٌ في هباته، عظيمٌ في أيامه، عظيمٌ في لياليه. وينبغي للعاقل أن يغتنم أيامه ويجتهد في لياليه لتحصيل الرصيد الأعلى من الحسنات، وجمع القدر الأكبر من الطاعات.
فرض الله عز وجل صيام نهاره وسن النبي صلى الله عليه وسلم قيام ليله فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر. , فينبغي التنبه لعظمته وقدره، وينبغي اغتنام أوقاته
ويعدّ صيام شهر رمضان المبارك ركناً من أركان الإسلام، وهو فريضةٌ فرضها الله تعالى، وأوجبها على كلّ مسلمٍ قادرٍ بالغٍ، حيث قال تعالى: “َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، والصّيام بمعناه الاصطلاحيّ: هو أن يمتنع المسلم عن تناول الطعام والشراب، وسائر المفطرات، لمدّةٍ معيّنةٍ؛ وهي من طلوع الفجر، إلى أن تغرب الشمس, وهو الشهر الوحيد الذي صرح القرآن باسمه، وكرّمه بالآية المباركة:
ومما لا شك فيه أن رمضان شهر الجهاد وخفة الطعام والكلام على خلاف، ما اعتاد عليه البعض من الناس كأعراف بأنه شهر الكسل والنوم وما لذ وطاب , وهذا لا يليق بخلق المؤمن الذي يقدر مقام رمضان عند الله وينتظر صومه وغفرانه ورحماته بل هذا المؤمن يكون في منتهى النشاط والفرحة بكل ليلة من ليالي رمضان، ويحزن على فراقه، أما من لا يجني من صيامه إلا الجوع والعطش والكدر فهو صام صيام عادة وليس عبادة،
وهناك من نوى الصيام عبادة لله يتقوى عليه بالذكر والقرآن وصلة الأرحام والتوبة ولم يتكلم في غيبة ونميمة وعصم نفسه في هذا الشهر من ارتكاب المعاصي قواه الله وأعانه وحبب إليه العبادة وجعل لها اثرا في حياته، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله — صلى الله عليه وسلم — “سأل أصحابه: أتدرون من المفلس، فقالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع، قال رسول الله — صلى الله عليه وسلم —: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار”.
وعلينا استحضار النية في الصيام والقيام وتصحيح القصد , وأن نتذكر الأجر العظيم من الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم.
وتنويع العبادات في أثناء الشهر الكريم: صيام، قيام، قراءة قرآن، إطعام الطعام، إنفاق صدقات، ومع تنوع العبادات يتجدد النشاط.
والإكثار من الأعمال الخيرية ولا سيما إطعام الطعام، في المساجد، وبين ذوي الحاجات.
والموازنة بين أوقات الولائم الرمضانية، وأوقات العبادة فتفطير الصائم وإطعام الطعام أمر مطلوب، وكذلك العبادات الأخرى من ذكر لله وقراءة للقرآن، والدعاء لله، والقيام بالليل كل ذلك ينبغي أن يكون له وقته ونصيبه.
أ.د/ مفيدة إبراهيم على عبد الخالق
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية