كرنفال البندقية، الذي يقام في فبراير من كل عام في مدينة فينيسيا بإيطاليا هو من أهم أحداث أوروبا في فصل الشتاء حيث تعيد الأزياء المعقدة والأقنعة الغريبة التاريخ الملون لمدينة القناة.
وفقاً للسجلات، فإن السنة الأولى التي تم فيها الاحتفال بكرنفال البندقية كانت عام 1296، حيث تزامنت في بداياتها مع عطلة قبل الصوم الكبير، حيث كان بإمكان الأوليغارشية الفينيسية الاستمتاع وقضاء وقت ممتع قبل بدء الفترة من التكفير عن الذنب كسمة من سمات هذا العصر، ويعتبر من أشهر الكرنفالات في العالم بسبب التنوع الكبير في الألوان والعروض التي يتم تقديمها في المدينة خلال هذه الأيام. وواحد من أفضل الأوقات لزيارة المدينة حيث يمكنك التجول في رحلة عبر كل تاريخ المدينة والاستمتاع بسحر الشوارع المثير للإعجاب.
تميز الكرنفال منذ بداياته بلحظة تنكر فيها المواطنون وتمكنوا من الاستمتاع باليوم بحرية. كان معنى التنكر هو إزالة الفوارق الاجتماعية بين كل فئة أو جنس أو دين. على الرغم من أنه، من الناحية العملية، اجتمعت كل فئة مع بعضها البعض بشكل عام للاحتفال: في الميدان احتفل مواطنو الطبقة الوسطى والدنيا، وفي القصور الكبرى، التقى نبلاء المدينة في حفلات خاصة رائعة.
مع مرور الأيام أصبح كرنفال البندقية مهرجاناً شهيراً بخصائص مثيرة للاهتمام، حيث بات أحد أهم الكرنفالات في العالم ينتظره بشوق العديد من السياح والمقيمين الذين يتوقون للاستمتاع بأجوائه التاريخية منذ العصور القديمة.
حتى يومنا هذا، لا يزال كرنفال البندقية يتمتع بنفس الخصائص والجاذبية، إذ تقام حفلات الأزياء في ساحات المدينة، والتي يمكن لأي شخص حضورها، كما تُقام حفلات ذات برامج وفعاليات مختلفة في أماكن خاصة. إذ هناك حفلات في القصور لا يجب أن تفوتها إذا أتيحت لك الفرصة للحضور لأنها ستكون فرصة رائعة للاستمتاع بتقاليد البندقية القديمة.
وأحد أبرز ما في كرنفال البندقية هو “رحلة الملاك” حيث ينزل بهلوان مرتبط بكابل معدني من برج الجرس في سان ماركوس وينزلق إلى قصر دوجي في رحلة رشيقة يراقبها آلاف الأشخاص وبالنسبة للكثيرين هو مشهد مثير للإعجاب.