كتب: عائض الأحمد
قل لي كيف بدأت وسأقول لك كيف انتهيت
ليست قاعدة مؤكدة ولكن المؤكد أنَّها تحمل في ثناياها مؤشرات ودلائل لقراءة ربما تصل بك إلى محصلة معينة تقول بأنَّ العديد منِّا يبدأ أي عمل صغر أو كبر بحماس واندفاع وكأنه يُسابق الدنيا قبل نهايتها وماهي إلا أيام أو شهور ويعود أدراجه من حيث بدأ.
أذكر أن أحد الزملاء في وقت معين من حياتي أسدى لي نصيحة أو ملاحظة لن أنساها أبداً عندما شاهد حماسي واندفاعي ومثابرتي لإثبات جدارتي.
وشعر حينها بأنني مُفيد مستقبلاً بشكل أفضل من الآن وخوفًا على كل هذا سألني ماذا لديك غداً؟ فسردت له “معلقة” تفصيلية بكل ما لدي فابتسم وقال، كل هذه الأجندة ليوم واحد، لماذا تُسابق الزم؟ خذ وقتك فهناك أشياء كثيرة تستطيع أن تعمل عليها غداً وبعد غد هناك أولويات وربما أعمال كثيرة ليس وقتها الآن ربما لو تأخرت قليلاً لكانت أجمل وأكثر نفعاً.
وهذا لا يعني الاسترخاء والتسويف وإنما التركيز وإعطاء العمل الآني حقه تماما.
نحن في أغلب سلوكياتنا نتعامل مع الأشياء وكأننا نقوم بواجب معين، دون قناعة ولذلك تجد الغالب من موظفي القطاعات العامة، وكأنه تلميذ في المرحلة الابتدائية وخوفًا من معلمه يُنهي واجباته المدرسية كيفما اتفق، دون النظر لجودة أو إبداع وربما قبلنا بذلك على مضض.
والعكس عندما يأتي صاحب المقولة الشهيرة “تعال غدا”.
ينقصنا الاحترافية في أشياء كثيرة ولن نقول الأمانة والصدق مع أنفسنا فهي تزعج البعض كثيراً فهو للتو أدى صلاة الظهر في جماعة.
حالنا يشبه إلى حد كبير فرقنا الرياضية مع بدء كل موسم تشعر بأنك أمام فريق كبير لن يُهزم ثم تتوالى الهزائم ويخبو حماس القوم فرداً تلو الآخر ثم يتبادلوا الاتهامات بالتقصير وإذا عدنا بالشريط للخلف قليلاً لعلمنا أنّه خطأ البدايات الذي تعقبه نهاية أكثر ألماً للجميع.
التدرج والتوازن مهم جداً في إنجاز أي عمل، ليس مهماً أن تبدأ قوياً المهم أن تنهي العمل الموكل لك بقوة وجهد أكبر، فهذه هي المحصلة النهائية ولن تجد من يسألك كيف بدأت.
إن كانت الحياة مدرسة فهل تعتقد أنَّ الجميع سينهي كل مراحلها بالنجاح، إن وجدت الإجابة فأنت على الطريق وصدقا أنا لا أملك إجابة محددة إلى الآن والسبب في ذلك هو الطريق.
ومضة:
العلاقة الوحيدة التي تنتهي بالحب كن على يقين بأن الجميع يبحث عنها.
يقول الأحمد:
تبا لزمن لم يعد لي فيه أحد.