“قطرة إيمانية”
الكاتب / أحمد حامد عليوة……..
القرآن كتاب الله تعالى الذي أنزله على رسوله محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، ليخرج الناس بما فيه من هدى وشرع من الظلمات إلى النور ، فما هي الظلمات التي كانوا فيها ، لقد كان الناس في جاهلية والجاهلية هي الجهل بالله والابتعاد عن هداه ، وقد خلق الله تعالى الإنسان بمزيج من القوى النادرة بين خلقه حتى قالت الملائكة : قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء : فكانت الإرادة الإلهية أن يكون هذا المخلوق قابلاً للضلال وللهدى ، وبالفطرة التي فطر الإنسان عليها استكان الإنسان للخالق العظيم
، وأرسل تعالى الرسل والأنبياء لهداية الناس وتعريفهم بخالقهم وإرشادهم سبل العيش على الأرض بسعادة وكرامة ، فمنهم من اتبع ومنهم من غره إبليس فامتنع ، ثم اجتهد الأتباع بعد انقطاعهم عن الرسل والأنبياء ودخلوا في باب الإفراط والتفريط فكان منهم المغضوب عليهم والضالون ، ولما كان محمد عليه الصلاة والسلام قد أرسله تعالى للناس أجمعين وهو من العرب كان لا بدلنا من أن نعرف كيف كان العرب قبل مجيء محمد عليه الصلاة والسلام في ظلماتهم ،
كان الشرك دين العرب العام وعقيدتهم السائدة معتقدين بأن الله هو الخالق ولكن علاقاتهم مع الله تحتاج لواسطة فاتخذوا من الوسطاء آلهة توصلهم إلى الله وظنوا أن هؤلاء الشركاء لديهم القدرة الذاتية على الخير والشر والنفع والضرر والإيجاد والإفناء ، وجعلوا لهؤلاء الوسطاء أصناما وتنافسوا فيما بينهم حتى جعلت كل قبيلة لها صنما يخصها بل كان أحيانا لكل أسرة صنم يتمسحون به حتى بلغ في جوف الكعبة وفي فنائها ثلاثمائة وستين صنما ، ثم كان منهم من يعبد الملائكة والجن والكواكب والشمس والقمر …
( الجزء الأول )