قراءة للأحداث العالمية والإقليمية بتحليل جيوبولولتيكي “
بقلم د . حسام عيسى
باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
للتعرف على أسباب الحروب والصراع العالمي
لابد من النظر للكرة الأرضية بشكل عام لأن كل الأحداث مرتبطة بعضها البعض
وأن دوافعها جميعًا اقتصادية مع تداخل أكثر من دولة في الصراع الدولي
وهو يسمى بالتحليل الجيوبولتيكي.
إن أهمية منطقة الشرق الأوسط للدول عالمية الاتجاه
جعلته أكثر مناطق العالم صراعًا
وذلك لأن المنطقة ملتقى ثلاث قارات (إفريقيا وآسيا وأوروبا)
وهي معبر بين الشمال والجنوب
بالإضافة الى ثروات المنطقة بالبترول والغاز بالإضافة إلى من يستحوذ على الشرق الأوسط يهمن على العالم.
إن جميع الصراعات الدولية سواء عسكرية أو اقتصادية
ورائها ثلاث قوى (أمريكا وروسيا والصين)
ولكل منهم أذرع تتفاعل بها في المنطقة أي تتفاعل دول بالمنطقة
لتحقق مصالح القوى العظمى، مقابل بعض المصالح الذاتية لها.
إن الصراع الروسي- الأوكراني هو مخطط أمريكي
من أجل فصل روسيا عن أوروباو من أجل أن تبقى أوروبا تابعة للسياسة الأمريكية
حيث أن زيادة التعاون الاقتصادي بين روسيا والاتحاد الأوروبي يزيد من قوتهم معًا
وهذا ضد الإستراتيجية الأمريكية التي تعمل على القضاء على المنافس المحتمل (روسيا)
والسيطرة على القارة الأوروبية، وكانت هذه مهمة بايدن التقارب للقارة الأوروبية وفصلها عن روسيا.
ما يحدث على الأراضي الفلسطينية هو صراع دولي بين روسيا وأمريكا
يقوم على أساس تحالف روسي- إيراني مستخدمًا حماس
كذراع ليحقق المصالح الروسية – الإيرانية
في مقابل تحالف أمريكي- أوروبي مستخدمًا إسرائيل لتحقيق السيطرة الأمريكية.
إن إسرائيل هي دولة منفذة للإرادة الأمريكية لتحقق مصالحها
وتعيش إسرائيل من أجل تحقيق المصالح الأمريكية.
إن رجال حماس هي منفذة للإرادة الإيرانية
لتحقق مصالحها وتعيش رجال حماس من أجل تحقيق المصالح الإيرانية وحلفائها.
إن مصلحة روسيا في الصراع ما بين حماس وإسرائيل
من أجل خلق نقطة صراع لإسرائيل الحليفة الأمريكية
واستنزاف قوتها العسكرية
كما إن مصلحة إيران من هذا الصراع المقايضة على تنفيذ برنامجها النووي، وأن الخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني.
لقد استغلت أمريكا التدخل الإيراني في فلسطين؛ من أجل تهيئة الأرض للسيطرة على غاز شرق المتوسط
التي تستحوذ علية فلسطين بطول 42 كم² على البحر المتوسط
بالإضافة الى مد خط غاز من دول الخليج الى قطاع غزة الفلسطيني لتصديرة الى القارة الأوروبية
حتي تستطيع أمريكا الحفاظ على سيطرتها على الدول القارة الأوروبية في تأمين البترول والغاز عن طريق النفوذ الأمريكي.
إن من يدير السياسة الأمريكية هي إدارة
” البنتاجون “
ومن رؤية للإستراتيجية الأمريكية فإن الرئيس القادم لأمريكا هو
” ترامب “ من أجل الحرب الاقتصادية مع الصين.
كما تسعى الإدارة الأمريكية بسط نفوذها على الإدارة المصرية عن طريق خلق الأزمة الاقتصادية
والصراع على حدودها في ليبيا والسودان وإسرائيل
من أجل بسط النفوذ الأمريكي على الموقع الجغرافي المصري
والسيطرة على الغاز المصري في شرق المتوسط.
من خلال الأحداث العالمية في أوكرانيا وفلسطين
فإن الرابح الوحيد هي الصين، وسوف تكون الشهور القادمة إعلان صامت عن الصين أحد أقطاب النسق العالمي.
لقد استطاعت مصر أن تسيطرة على المجال الحيوي الجغرافي المصري
وذلك بنجاح استراتيجيتها للأولويات في تعظيم قدرة الجيش المصري
القادر على مواجهة أذرع الدول الكبرى بالمنطقة
كما هيأت الأرض لتكون مصر المعبر الرسمي الأوروبي للتواجد في الإقليم العربي وأفريقيا.
لقد استطاعت مصر بقوتها العسكرية الامتداد غرب على بعد ألف كيلومتر في الأراضي الليبية
بالإضافة بتواجد مصر في قلب شمال السودان
وتحيد الإدارة التركية عن ثروات مصر في البحر المتوسط
وعدم التدخل في شرق ليبيا، لقد
استطاعت مصر أن تتحكم جغرافيا لأهم الممرات المائية عالميًا
وأن تكون الممر الأمن إلى إفريقيا.
إن ما تعانيه مصر هو فقدان الهوية الوطنية المتمثلة في عدم قدرة الشعب المصري في تحديد أولوياته
حيث يوجد مائة مليون أولوية للشعب المصري.
لذا على كل مواطن معرفة وإدراك كامل بالآتي:
أولًا:
التحديات التي تفرضها البيئة الدولية على مصر.
ثانيًا:
معرفة الإمكانيات المتاحة لدى مصر وتعظيمها.
ثالثًا:
وضع أولويات الشعب المصري من خلال التحديات والإمكانيات.
رابعًا:
أن يضع المواطن المصري مصلحة الوطن أولًا؛ عن طريق أن تكون مصلحتة الذاتية من خلال مصلحة الوطن.
خامسًا:
أن يكون هناك تقابل فكري لأغلبية الشعب في توحيد أولوياتهم
وذلك عن طريق العلم والثقافة والحوار والتضحية من أجل الوطن.
تحية إعزاز وتقدير واحترام للإدارة المصرية وللجيش المصري الذي فرض العزة والكرامة للشعب المصري
وإعلاء قدرة مصر للتصدي لتحديات المفروضة على البلاد.