بقلم عبدالهادي سمير زكي البحيصي
فلسطين _ قطاع غزة
المؤامرة الكبرى والجنس
في بداية القرن العشرين بدأت محافل سرية بالظهور إلى العلن بأفكار جديدة تعتبر شاذة عن الفطرة الإنسانية في تلك السنوات ، أنها من أخطر الأفكار التي بدأت حيز التنفيذ في أوائل القرن العشرون .
أن هذه المحافل السرية تحمل أفكار لا تنتمي لأي دين الاهي وهي أفكار مجردة من الأخلاق والمبادئ ولكن تم زخرفتها بأشكال متعددة نادت بتحرير المرأة والشباب من القيود المفروضة على الأخلاق الفطرية في الإنسان العادي وتم فرضها بشكل رقيق ومليء بأدوات الخبث والخداع حيث كانت ترىَ هذه المظاهر بشكل وردي وحياء عند المرأة وفي نفس الوقت دعت الشباب إلى التحرر من الكبت وإطلاق العنان للغرائز والشهوات الموجودة في النفس البشرية وأثارتها ، أي أن هذه الأفكار قامت بدعوة المرأة إلى التعرية وتقديمها للشباب بأنها غريزة لا يجب الخجل منها ، وبالطبع مثل هذه الخطط تطلب علماء نفسيين وكتاب من ضمنهم الطبيب فيلهلم رايش النمساوي من أصل يهودي ومؤسس كتاب الثورة الجنسية ، و العالم النفسي دايفيد نيومان والعالم وولف ليسالو وكذلك العالم النفسي المختص بالجنس النفسي اليهودي هافلوك إليس ، أن التحرر الجنسي ارتكز على الاقتناع بأن الشهوة الغريزية يجب أن تعتبر طبيعية وكذلك يجب إلا تقمع من قبل الأسرة أو الدين أو الدولة وهذا كله بهدف نشر الشذوذ الفكري حول العالم .
كان لابد في الواقع استخدام أساليب وتطويرها جيداً من أجل خدمة هذا الهدف الخطير وتم استخدام المذياع ومن ثم التلفاز مما ساعد على نشر أفكار جديدة تتعارض مع المفهوم الفطري لدى البشر وتم استخدام القصص المجلية بدايةً التي تطورت فيما بعد لتبث على الاذاعات العالمية التي في الأصل تتبع لجهة واحدة وهي الجهة التي تملك المال وتسيطر اقتصادياً على الدول العظمى ، والتي تطورت فيما بعد بالتمثيل بأسلوب ايحائي مبدع يرتكز على الحب وهي الكلمة التي تأتي في غير محلها والتي خدعت مليارات البشر ودفعتهم نحو الفاحشة والرذيلة والانحلال الأخلاقي بينما كان الحب في السابق نهايته الزواج والطهارة .
إذنٍ لمصلحة من تم إطلاق هذه المؤامرة الخطيرة التي تستهدف فئة غالبية على هذا العالم ولمصلحة من قامت هذه الثورة القذرة التي تعمل على اخراج الإنسان من فطرته الطبيعية إلى فطرة حيوانية ؟؟ ولماذا خسرت الماسونية العالمية مليارات الدولارات في هذا الاتجاه ؟؟ والتي بدأت الثورة الجنسية في بداية الستينات في العالم الغربي والذي تم استهدافه من قبل كما أسلافنا سابقاً ؟؟ أنه في الوقت الذي كان ينشر فيه هذه الأفكار داخل المجتمع الغربي كان العالم العربي ما يزال متمسكاً بالقيم الإسلامية ، إذن فالفكرة الأساسية هي نشر هذه الأفكار الشاذة في عقول فتيات وشباب المسلمين ، أنه من الصعب تغيير أخلاق الآباء والأجداد أو تدمير أخلاقهم وقيمهم الحميدة فكان العائق الكبير أمام هذه المؤامرة تحدي القواعد الأخلاقية السائدة آنذاك ، فبدأت الأفلام الغربية تكثر من عرض المقاطع المخلة بالآداب باسم الحب والهوى والحرية وفي نفس الوقت أنتجت الشركات العالمية للأدوية عقاقير منع الحمل للنساء لإعطائهم حرية أفضل وبدون خوف أو مسؤولية وتم إلغاء قوانين تحريم الإجهاض في الولايات المتحدة الأمريكية والسماح بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج في مجمل انحاء الدول الغربية واستمرت هذه الثورة الجنسية الفاسدة حتى أواسط الثمانينات ، كان لابد من الاستعانة بالكتاب الدخلاء على العالم العربي من أجل خداع الأمة العربية والإسلامية عن طريق قصصهم ورواياتهم المنحلة وهذا كله مخطط شيطاني عالمي يدار بواسطة أناس تابعين للماسونية العالمية ، انطلق العالم الغربي في مستنقع الشهوات فكان ينظر للعلاقات الجنسية الخارجة عن الإطار ( الزنا ) كحالة طبيعية ونشر الكثير من المقالات التي تحث على التحذير من الكبت وتشجع على الرذيلة وبعد ذلك تم انتاج الأفلام التي تحث الشباب والفتيات على الاستمتاع بحياتهم ، كل ذلك بشكل علني دون رادع بحماية عالمية قوية تحت مسمى الحرية الشخصية واتهام كل من يقف ضد هذا بالتخلف والرجعية وصورتَ المقاطع اللاأخلاقية على أنها فن وصورت التعري على أنه موضة ، فتغيرت القيم والأخلاق بصورة سلسلة قذرة وخدعت العقول بشكل كبير فبدلت مفاهيم كثيرة كالفتيات دون حجاب على أنهن متخلفات ومنطويات واللباس الخاص بالسباحة واللباس الضيق ، فأصبح العالم غارق في الشهوات المحرمة التي قادت المجتمعات إلى الظلام هذا كله بثمن كبير كاختلاف التركيب المجتمعي من نواحي عديدة وتسجيل حالات كبيرة من الإجهاض ووجود فيروسات مرضية كثيرة والإدمان على الإباحية والاكتئاب وتنقل الأمراض كل هذا دفعته هذه الدول على شكل أمراض جسمانية ونفسية واجتماعية ، وأصبحت الإباحيات تتصدر صفحات الانترنت وأصبح هناك الكثير من الشركات تنتج الأفلام الإباحية .
أن المؤامرة الجنسية دمرت العالم تحت مسمى إعطاء الحريات بحماية قانونية وتشريعية .
عزيزي القارئ أن سرعة الانتشار من هذا النوع من الفساد أصبحت متطورة جداً وأصبحت المجتمعات في خطر كبير لأن هذا الفساد أشد خطراً من الكثير من المؤامرات الموجودة في عالمنا هذا ونحن كمسلمين تأثرنا في هذا النوع المرعب من الفساد ويجب أن نكون حذرين جداً فلذلك لابد من وضع عدة منظومات تخدم الأسرة التي تعتبر المكون الأساسي للمجتمع التي يجب أن يتوفر لها حماية الدولة لأنها ركن أساسي قائم من أركان الدولة والمجتمع والوطن لأن انتشار الفساد الأخلاقي يعني فساد الأمة وانهيار المجتمعات .
أن سرعة انتشار الأفكار الخطيرة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعد من أكبر المنابر السهلة للوصول إلى هذا النوع من الفساد والتي لها تأثير كبير في عقول الشباب والفتيات ، أن الهدف الأساسي الذي أستمرت القوى الخفية لسنوات وهي تنفذ وتخطط له هو دمار أمة الإسلام وهذه أحدى الطرق الخبيثة والخطيرة ..
( لقد اكتشفت مع الأيام أنه ما من فعل مغاير للأخلاق وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولهم يداً فيها ) أدولف هتلر …..