عاجل غلق وتشميع مقهي علي الهندي بالمنشبة بحي الجمرك لعدم تطبيق الاجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس كورونا
كتب : نجوى إبراهيم
قام منذ قليل رجال حي الجمرك بغلق وتشميع قهوة علي الهندي ، بحي الجمرك لعدم تطبيق الاجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ، طبقا لقرارات رئاسة الوزراء.
جدير بالذكر ان القهوة تعتبر مزارا ومقصدا للعديد من السائحين من الجنسيات المختلفة حول العالم، كما أنها تعتبر تجمعا للفنانين والمشاهير، وكانت مقصدا أيضا لصانعى السينما والدراما المصرية، حيث تم تصوير العديد من المشاهد فى المسلسلات والأفلام وكان من ضمنها فيم ملاكى إسكندرية، وكان من أهم روادها الفنانين الذين رحلوا عن الدنيا سعيد صالح، يونس شلبى، سيد زيان، مظهر أبوالنجا، الكاتب جلال عامر، وأيضا كانت مزارا للفنانين محمد نجم وعلى الحجار و عبد الباسط حمودة، وغيرهم الكثير، كما أنها كانت المكان المفضل لعدد من نجوم كرة القدم والرياضة المصرية منها الكابتن والمعلق الراحل محمود بكر ونجم الأولمبى والمنتخب السابق أحمد الكاس.
وتعد القهوة أكبر ملتقى للأفراد من الصم والبكم، نظرا لوجود الجمعية الخاصة بأنشطتهم بالقرب من القهوة، واتخذوا من هذا المكان ملتقى لهم حتى أصبحوا من رموز القهوة
وجود مقهى “على الهندي” بالإسكندرية. فى أحد نتوءات ميدان المنشية، ذلك الميدان الذى كان شاشة تسجيلية لحركات وأحداث وتحولات سياسية واحتجاجية وحياتية مرت بالإسكندرية وشكلت سيرتها، منذ منحه محمد على هذه الأهمية وجعله رمزًا لسلطة دولته وتمثيلها المادى والمعنوى.
يتوسط المقهى عدة مبان ذات طراز إيطالي بُنيت بعد ضرب الإسكندرية من قِبل الأسطول الإنجليزي، وتدمير الميدان عام 1882.
تسمى هذه المجموعة من المباني، التى يتوسطها المقهى، بوكالة “أمفراتو”. بالصدفة عرفت من باحثة إيطالية، ذكرتُ أمامها الاسم، أنه يعنى “الكهف” بالإيطالية.
هذه التسمية الشعرية ذكَّرتني بالاسم القديم الذى تعرفت به على المقهى فى بداية التسعينيات: “قهوة خبِّينى”.
ربما هذه التسمية الغريبة ترجع إلى كَوْن المقهى لا يُرى من خارج ميدان المنشية، لوجود ثلاثة ممرات ضيقة للغاية لا تُلحظ بسهولة تفضى إليه من الميدان والشوارع المحيطة، أو أنه كان يستخدم كمخبأ سنوات الحرب العالمية الأولى والثانية.
فالمقهى قابع فى منتصف البنايات ومحمي من ثرثرات الحياة فى الخارج، وله خصوصية الكبسولة المرمية فى الفضاء.
وجدتْ تسمية هذا المكان بـ”الكهف” رغبة فى نفسي، ولا أعرف مدى دقة هذه المعلومة الخاصة، ولكنه بالفعل أصبح كـ”الكهف” الذى تلجأ إليه خارجا من تيار الحياة الصاخب ورغبة فى استعادة اتساق قديم مع نفسك. فبمجرد دخولك عبر هذه الممرات السرية قادمًا من نهار ميدان المنشية تصبح فى مناخ آخر، يتسلل لك عمود النور الساقط، فى منتصف المقهى تماما، وعبر الشخشيخة الزجاجية التي تتوسط البنايات من أعلى والمفتوحة على السماء؛ تعبر به كأنك دخلت أحد الكهوف المنسية من بداية التاريخ.
.