عودة النازحين تكشف حجم الدمار: هل يتجاوز لبنان أزماته؟
عبده الشربيني حمام
يعيش النازحون اللبنانيون من سكان الجنوب حالة من الحزن العميق بعد اكتشافهم حجم الدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية على منازلهم وشوارع قراهم. يأتي ذلك وسط غموض يحيط بملف إعادة الإعمار والتعويضات.
وأدت الحرب بين حزب الله وإسرائيل، التي اندلعت منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى مقتل أكثر من 4000 لبناني وإصابة ما يزيد عن 16,500 شخص بجروح متفاوتة.
وبحسب تقرير للحكومة اللبنانية فقد شن الجيش الإسرائيلي على لبنان منذ “الثامن من أكتوبر 2023” 10849 غارة.
ويطالب النازحون الدولة اللبنانية وحزب الله بالإسراع في الإعلان عن آلية لتعويض المتضررين من الحرب، وبدء رفع الأنقاض وإعادة إعمار القرى المدمرة في أقرب وقت ممكن.
وفي ظل تواتر التقارير عن خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، يشعر اللبنانيون بالقلق من احتمال انهيار الاتفاق، فيما يعكس الشارع اللبناني رغبة واضحة في تجنب تصعيد جديد.
من جانبها، أكدت النائبة غادة أيوب أن ما يهم اللبنانيين “ليس ما يقوله هذا الفريق أو ذاك، بل نص قرار وقف إطلاق النار والإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية لتطبيقه وتنفيذ مندرجاته”.
في المقابل، دعا النائب إبراهيم منيمنة قيادة حزب الله إلى تفويت الفرصة على إسرائيل وعدم منحها “ذرائع للتصعيد”، عبر الالتزام بتنفيذ القرار 1701 والتنسيق مع الجيش اللبناني لنشر قواته في القرى الجنوبية.
وينص اتفاق الهدنة على انسحاب إسرائيل تدريجيًا إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة 60 يومًا، مقابل انتشار قوات الجيش اللبناني على طول الحدود، ونقاط العبور، والمنطقة الجنوبية.
ويرى سوالمة أنه رغم الدمار الكبير والخسائر الاقتصادية القاسية التي ستواجهها الدولة اللبنانية نتيجة انعكاسات الحرب، إلا أنها أقرب ما تكون منذ العام 1990 لاستعادة سلطتها الكاملة على البلاد بعيدًا عن منطق المحاصصة السياسية والطائفية.
ويضيف أن لبنان اليوم سيكون أمام تحديات كبيرة وأزمات عميقة قد تتفاقم مع عودة الطائفية والانقسام السياسي، ما يستدعي حوارًا وطنيًا حقيقيًا ودعماً دوليًا وإقليميًا ثابتًا لمنع سيناريوهات الانهيار.
ويمكن القول بشكل جازم أن لبنانًا جديدًا ينشأ على أنقاض آخر قديم، يريده شعبه مستقلاً ووطنياً وبخدمات لائقة بعيدًا عن معارك المحاور وحروب الوكالة وتواطؤ السياسيين مع لوبيات الفساد.