بقلم : أحمد شعبان
تقول فتاة إنها تزوجت شاب منذ أربعة سنوات ..
و في كل مرة تحضر له ٱكلة يحبها يقول: طيبة، لكن أمي تطبخها أحسن من هذا .. فتبتسم و تنظر إلى عينيه و تتمتم بعض الكلمات المرافقة لإبتسامتها البريئة ..
في كل مرة تضع عطرا جميلا يقول لها: راائع و كأنه عطر أمي .
فتبتسم أيضا و تتمتم بنفس الكلمات ..
هكذا قضت كل حياتها معه تسمع كلمة أمي تفعل، امي تقول، تشبه امي، عطر امي، طبخ أمي.
و لم تغيب ابدا تلك البسمة و الكلمات التي تتمتم بها دائما ….
بعد إنقضاء 27 سنة على زواجهم .. توفيت أمه
بعد الدفن و إنقضاء مراسيم الجنازة.. جلس الزوج وحيدا .. فذهبت إليه زوجته تواسيه في محنته .
فقال لها: الآن أصبح طبخك كطبخ أمي، و كلامك ككلام أمي . و ضحكتك.و عطرك ايضا ..
إبتسمت و قالت :لماذا؟
فقال لها: لقد تزوجتك في سن ال 27 سنة و و قد مضت 27 سنة على زواجنا . أصبحتي متعادلة مع أمي .
فقالت: رغم إنك أستاذ في الرياضيات إلا إنك تجهل الحساب بعد .. لن أتعادل مع أمك ما حييت .. ف 54 سنة من العطاء لن تعادلها 27 سنة .. و من تحت قدمها الجنة لن تتعادل مع من سترافقك الجنة فقط.. ستبقى هي الأولى دائما و أبدا ..
فسقطت دمعته و قبل رأسها و قال: ألم تنزعجي يوما من تكرار تشبيه كل شيئ بأمي كما تفعل باقي النساء !
فقالت : لا أبداا … بالعكس ..
فقال : و ما تلك الكلمات التي كنتي تتمتمينها و لم اسألك عنها طول حياتي؟
فقالت: في كل مرة كنت تتذكر امك و تقارني بها كنت اقول” اللهم إزرع حبي في قلب ابني.. كما زرعت حب جدته في قلب أبيه .. فحبك لها فاق كل الحدود.. و كنت اتفاخر بك.. لانك نلت رضاها و علمت ابني كيف ينال رضاي.