عقول الطيور وأفهامها …… مفاهيم أسلامية
بقلم : دكتور كمال الدين النعناعي
عقول الطيور وأفهامها …… مفاهيم أسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
فتخطفه الطير
صدق الله العظيم
كيف أدرك حمام ٱمنة الحرم في مكة
فسكنه ؟ وكيف فهم حمام الحرم معني عائلي للرابطة النوعية لفصيله
فلا يختلط.بغيره من الطيور ؟
وكيف حافظ علي عدد أفراده ثابتا
فلا يزيد ولا ينقص ؟
وكيف فهم قداسة بيت الله الحرام فلا هو يحلق فوقه ولا هو يبيت فيه
فليس له أعشاش في الحرم.وٱنما يبيت في أعشاش خارجه .ويعود الي الحرم المكي عند شروق الشمس ليحفظ للحرم طهره ونظافته بينما يدور في حلقات حول الكعبة طوافا
كيف أراه ربه مناسكنا ..؟
والطير كما في قوله تعالي أمم
أمثالكم ، نظيرا للجماعة البشرية يعقل ويفهم ويعرف …
فمن الطير العاكف العابد ، ومن الطير الجندي الحارس ، ومن الطير العالم الباحث ، ومن الطير الرحالة الكاشف
ومن الطير المسافر المهاجر الرسول المبلغ وناقل الخبر … ؟
فمن العاكف العابد في النصوص القرآنيه قوله تعالي ولقد آتينا داوود فضلا يا جبال أوبي معه والطير …
2 وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير …… .
ومن الجند قوله تعالي وحشر لسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون ……
ومن الطير عليم بالصوتيات فلا تتحدث لببغاء ولاتتخفي بقول لأحد عنده فهو عليم بشفرة صوتك ويفهم قصدك فيظل يردد ما قلت مبشرا ونذيرا لأهل جواره وشاهدا عليك …..
والطير عليم بمنطق الانسان وقصده
كما في قوله تعالي عن النبي ابراهيم
رب أرني كيف تحيي الموتي ؟قال أولم.تؤمن ؟ قال بلي، ولكن ليطمئن
قلبي ،
قال فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك وأجعل علي كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن . يأتينك سعيا
ومن الطير الرحالة الجغرافي الذي ينظر الممالك ويرصد أحوال الجماعات كما في حكاية هدهد النبي سليمان وما ذكر عنه في القرآن الكريم نص سورة سبأ نطقه عن رحلته الي بلاد اليمن أنه رآي قوما
تتملكم أمرأة ولها عرش عظيم ….
ووصف عاداتهم وتقاليدهم الدينية فوجدهم يسجدون للشمس من دون الله . وكان هذا الطير علي معرفة بوجود الشيطان وفعله وخاصية غوايته مفرقا بين الهدي والضلال …
ومبلغ علمه وسعة أدراكه بلغت معرفته بالقدرة الالهية…
فقال الا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون ..صدق الله العظيم . فجمع وأوجز مكنون خلافة الانسان في الأرض في صورة ذهنية باهرة ..
فليس من المستغرب أن يكلفه النبي سليمان بمهمة رسول حامل كتاب الملك الي نظيره .
كما كلفه بمغادرة مكانهم نسبيا والتقوقع غير بعيد ناظر وراصد ما يتفقون عليه وذلك في قوله تعالي ..
أذهب بكتابي هذا ، فألقه اليهم ،
ثم تولي عنهم ، فناظر ماذا يرجعون صدق الله العظيم
فكان الهدهد أول المسيرات الحية
الاستطلاعية المزودة بالعقول الذكية