عقدة نابليون بونابرت
بقلم : دينا أبوراس….
يقال أن الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت كان قد اشتهر بعقدة قصر قامته مقابل متوسط طول الارستقراطيين والضباط في عهده, وزاد الطين بلة عندما روج البريطانيون لذلك عبر الدعاية والرسوم الكاريكاتير ، فأضحت «عقدة نابليون» متلازمة يوصف بها من يشعر بالنقص،
تعني عقدة النقص شعور المرء المستمر بأنه أقل شأناً من الآخرين، أو بأنه ليس شخصا جيدا بما يكفي مقارنة بمن حوله، مثل من يعوض محدودية دخله بالمبالغة فيما يجنيه من مال، ومن يخفي جهله بالتظاهر بالمعرفة، ومن جرد من الصلاحيات بالتظاهر بنفوذ وهمي، وقد لاحظت أنه طوال العشرين عاماً التي كنت أرتاد فيها أندية رياضية كان معظم من يدرب كمال الأجسام هم من قصار القامة، هل هي صدفة أم أمر مرتبط
بعقدة الرجل القصير؟!
وكنت أردد دوماً، أن عقدة النقص تقف وراء الكثير من مصاعب التعامل مع أصحابها.
فتجد الدولة الضعيفة تبالغ بالتسلح، والفقير يحاول اللحاق بركب الأغنياء، والرذيل يسعى إلى تعديل صورته الذهنية, وكذلك الغرور أو التكبر أصله شعور بالنقص.
ولذلك يبقى المتكبر صغيراً في عيون من حوله، وقصة إبليس ورفضه السجود لآدم خير مثال.
ويقال أن هتلر وموسوليني وفرانكو وستالين كانو على شاكلة نابليون في قصر القامة ، وأنهم حاولوا تعويض شعورهم بداء النقص فى الحصول على قوة الشخصية وجمع النفوذ السياسي فى سلطتهم بعد ان عز عليهم ان يغيروا ما وهبهم الله اياه من اجسام وقامات .
حيث أن أعراض الإصابة بـ”عقدة النقص”خطيرة
وطرق علاجها تتمثل في الآتي
القلق والتوتر المزمنين
الاكتئاب والحزن
انعدام الشغف والحافز
عدم التمتع بالمهارات الاجتماعية
انعدام القيمة واحتقار الذات
ضعف الأداء في العمل أو الدراسة أو العلاقات
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
اضطراب عقلي آخر أو اضطراب في الشخصية
الميول الانتحارية
ما الذي يسبب عقدة النقص؟
تحدث عقدة النقص على الأرجح نتيجة اجتماع عوامل متعددة، وقد تتطور بمرور الوقت بسبب عدم الوعي بالحالة والمعاناة من التراكمات
تجارب الطفولة المبكرة
على الرغم من أن مشاعر النقص تميل إلى الظهور في مرحلة البلوغ وما بعدها، فقد تنجم الأعراض بسبب أحداث سلبية وقعت في سن مبكرة. مثلاً، قد يكبر الأطفال الذين يعانون من الوحدة وعدم الاختلاط مع أقرانهم، خصوصًا بين بالغين يلبون كل حاجاتهم، وهم يشعرون بالضعف وعدم القدرة على رعاية أنفسهم من دون إشراف.
ويمكن أن يتفاقم هذا الإحساس في المواقف التي يتم فيها إشعار الأطفال بأنهم صغار عاجزين وغير قادرين على تحمل أي نوع من المسؤولية، فيكبر الشخص وهو يعاني شعورًا دائمًا بالنقص وعدم الثقة بقدراته أو قيمته. كذلك عندما ينشأ الصغار في بيئة من القسوة والتجاهل، فيجعلهم ذلك يتساءلون عن قيمتهم وأهميتهم، فيكبر هؤلاء وهم يشعرون بالخجل والانطواء وعدم الاقتناع بوجود أي قيمة لهم عند من حولهم.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
هناك نتائج معروفة للفقر أو العيش في المجتمعات الصعبة، أبرزها الحرمان من أساسيات الحياة والفرص المختلفة. لكن في الحالات التي يكون فيها الشخص هو الأقل نجاحًا أو مقدرة بين أقرانه، أو يضطر باستمرار إلى طلب المساعدة ممن حوله، يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على تقديره لقيمته الذاتية.
وقد يحدث الشيء ذاته عندما ينشأ الشخص في ظل ظروف اقتصادية صعبة أجبرته باستمرار على طلب المساعدة أو المال أو الفرص.
وقد تظهر عقدة النقص في مرحلة البلوغ بسبب ظروف، مثل عدم القدرة على العثور على عمل، أو الفقر الاجتماعي، أو عدم العثور على شريك حياة.
طرق التعامل مع عقدة النقص
يعاني كثيرون من انعدام الأمن ومن تدنٍّ حاد في احترام الذات، و إدراك المشكلة من أولى الخطوات في طريق التغلب عليها, علاج هذه العقدة من خلال :
الحديث الإيجابي مع النفس
الأفكار السلبية عادة ما تكون كالحلقة المفرغة، لكن بدلًا من الهوس بالعيوب والنواقص، ينبغي للشخص أن يمدح سماته الإيجابية ويقدرها، إذ يساعد الحديث الإيجابي مع النفس على إعادة كتابة السيناريو في العقل مجددًا، وانتشال الذات تدريجيًّا من دائرة جلد الذات وتحقيرها.
التدوين اليومي
تدوين المشاعر والمحفزات التي تتسبب بتوالي الأفكار السلبية يمكن أن يساعد في مراقبة الحالة من خلال تقييم الذات تقييمًا أكثر لطفًا وموضوعية. ومن خلال تحديد العوامل التي تجعل الشخص يفكر بشكل سلبي في نفسه، فإن كتابة الطرق التي يستحق بها الاحترام والتقدير يمكن أن تساعد في استيعاب مزيد من الأفكار الإيجابية عن الذات.
الرياضة والحركة البدنية
هناك ارتباط وثيق بين النشاط البدني واحترام الذات، إذ تطلق التمارين الرياضية جميع أنواع المركبات الكيماوية المفيدة في المخ، وبينها الإندورفين والسيروتونين.
العلاج النفسي المتخصص
لا عيب في طلب المساعدة المهنيةمن متخصص لتحسين الصورة الذاتية السلبية وتكوين صورة إيجابية عن نفسك وتنمية الثقة بالنفس .