عبقرية أم كلثوم المذهله
بقلم : رامي مسعد الأعصر
شكلت عبقرية أم كلثوم من صوت استثنائي من الصعب بأي حال من الأحوال تكراره و اعتمادها الكامل علي ثقافتها التي كونتها عبر قراءة الكتب علي اختلاف أزمنتها، فاطلعت علي العديد والعديد من الكتب مثل ديوان شوقي و الأغاني ومختارات البارودي،وحاولت دائماً الاندماج مع شخصيات راقيه ثقافيا وفكرياً واهتمت أشد الإهتمام بالثقافه والمثقفين و الأدب وهذا ماأفادها بالقطع كثيرا في تشكيل وجدانها وثقافتها الفنيه رفيعة المستوى،وتستطيع أن تقول بكل تأكيد ويقين تام أنها آمنت بموهبتها وبدأت بكل طاقتها أن تنمي هذه الموهبه وعانت و اجتهدت فكانت تقوم بما يتجاوز ثلاثين بروفه قبل أن تغني أغنيه جديده حتي لما دخلت عالم السينما وقامت بتمثيل ستة أفلام كانت تدرس السيناريو وتعيش في الدور بمختلف تفاصيله بكل كيانها وتترك لكل متخصص القيام بدوره ولا تقحم نفسها مطلقا في تخصص أحد،فتسمع لآراء الماكيير والمصور والمخرج بكل عنايه و إهتمام،ورغب فكري أباظة وهو أحد عمالقة الأدب وشيخ الصحفيين الضاحك الباكي في أن تقبل أم كلثوم علي التلحين والضرب علي العود والقانون لكنها رفضت أن تفعل ذلك لاحترامها الشديد لفكرة التخصص ولنفسها ولفنها لدرجة أنها قالت لفكري أباظه أنها مهما تدربت وتمرنت علي العود فلن تكون مثل أهله فضلاً عن أنها لن تقبل بأن تكون في المرتبه الثالثه أو الرابعه أو العاشره أو حتي الأخيره! ورأي فيها محمد عبد الوهاب فنانه تعرق وتتعب ولا تبخل علي جمهورها بأي جهد أو تعب فهي كما قال لا تعطي مستمعيها صوتها وفقط بل ودموعها و أنفاسها أيضاً.مجمل القول أن أم كلثوم لم تكن مجرد صوتاً عبقريا وكفي بل هي وبكل تأكيد فنانه مثقفه راقية جدا وشديدة الذكاء ومشروعها إنساني فني ثقافي مذهل للغايه.