محمود سعيد برغش
الانتحار هو “أن يقتل الشخص نفسه”، وهناك تنوع في وجهات نظر الأديان تجاه الانتحار، وفي ديانات التوحيد، المستندة إلى الكتب السماوية، يعتبر الإنسان عبدا لله، وأن الحياة هبة الله له، فلا يتصرف فيها إلا بأمر الله، كما أن الانتحار في الإسلام من المحرمات، ويتفق هذا مع بعض الديانات السماوية، باعتباره خطيئة. كما أن هناك ديانات أخرى تعتقد أن للإنسان حق الانتحار، وهو مبني على إعطاء الإنسان مطلق الحرية. ويعتمد حكم الانتحار في الشرائع السماوية على عبودية الإنسان لله، والإيمان بالآخرة، وتحديد مفهوم الحرية الشخصية.
ولقد كثر في الآونة الأخيرة لانتحار؛ وذلك لأتفه الأمور وأحقرها، والله عز وجل حرم ذلك فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا} [النساء:29-30]. وقال صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب يوم القيامة» (رواه البخاري ومسلم). وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه فسمه يتحسَّاه في نار جهنم خالداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جنهم خالداً مخلداً فيها أبداً» (رواه البخاري ومسلم). أمة القرآن! وبعد هذا السرد الطويل لآيات القرآن الكريم، وأحاديث سيد المرسلين، وأقوال الأئمة المهديين، فإن دم المسلم وانتهاك حرمته، وارتكاب جريمة القتل لها مضار كثيرة جداً، نلخصها من كتاب ربنا وسنة نبيناً: وأولها: أن في قتل المسلم بغير حق اعتداء على المجتمع كله. ثانياً: أن القتل وسفك دم الأبرياء مجلبة لسخط الرب تعالى. ثالثاً: أن من سفك دم بريء متعمداً، فقد أوجب الله له النار، خالداً فيها والعياذ بالله. رابعاً: أن القتل كبيرة من كبائر الذنوب. خامساً: أن المنتحر قاتل نفسه من أهل النار. سادساً: أن من حمل السلاح على المسلمين عَدَّه النبي صلى الله عليه وسلم ليس من المسلمين. سابعاً: أن المسلم في سعة، فإذا ما أصاب دماً حراماً فقد ضيَّق على نفسه في الدنيا والآخرة. ثامناً: أن حرص المسلم على قتل أخيه يجعله في النار؛ حتى وإن لم يقتله فعلاً. تاسعاً: أن سفك دم المسلمين، والاقتتال بينهم عادة من عادات الجاهلية التي نهانا الإسلام عنها. فالحذر الحذر عباد الله! من التساهل في حرمات الله وحرمات خلقه، والبعد كل البعد عن الأقوال والأفعال والنيات التي تغضب الله عز وجل. أمة الإسلام! ألا هل من معتبر ومتعظ بما حصل في دول حيث فُقد الأمان وحملت البندقية على الإخوان، فسُفكت الدماء البريئة، وهُتكت الأعراض المصونة، واقتُحمت المنازل، وبُقرت بطون الحوامل، وقُتلت الأطفال، وحصل السلب والنهب، والفرقة والاختلاف، والخوف والاضطراب، بعد أن كانوا إخوة آمنين، مقبلين على ربهم، معافين في أهليهم وأبدانهم، فحلَّ بهم ما حلَّ بسبب سفك الدماء، واستطالة المسلم على عرض أخيه المسلم والعياذ بالله.
الانتحار هو الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمداً في قتل نفسه. يرتكب الانتحار غالباً بسبب اليأس، والذي كثيراً ما يُعزى إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو الفصام أو إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.
[1] غالبًا ما تلعب عوامل الإجهاد مثل الصعوبات المالية أو موت شخص عزيز أو المشكلات في العلاقات الشخصية دوراً في ذلك. وقد أوردت بيانات لمنظمة الصحة العالمية بأن 75% من حالات الانتحار تسجل ما بين متوسطي الدخل وسكان الدول الفقيرة
.[2] تشمل الجهود المبذولة لمنع الانتحار تقييد الوصول إلى الأسلحة النارية، وعلاج الأمراض النفسية وحضر استعمال المخدرات، فضلاً عن تحسين التنمية الاقتصادية
على المجتمع والدّولة أن تحرص على تأمين الحياة الكريمة للنّاس، وكذلك أن تبثّ المواد الإعلاميّة التي تحمل رسائل تربويّة وأخلاقيّة تحثّ على معاني الصّبر والإيمان بعيدًا عن الرّسائل التي تبثّ الخوف في صفوف النّاس من المستقبل وتقلّبات الزّمان.
.