بقلم: عمر الشريف
في أُمسية مباركة دخلت المسجد فوجدت على غير العادة الكثير من الناس في انتظار الصلاة قبل رفع آذان العشاء، الكل يبدوا علي ملابسهم وجلابيبهم إما جديدة أو مغسولة ومكوية الآن، وتظهر من كلماتهم المتناثرة بينهم فرحتهم الغامرة بحلول أُمسيات الشهر الكريم المُتزينة بصلاة التراويح، ومنهم من يجلسون في صمتٍ، ومنهم من يتبادلون الأحاديث الخافتة.
دخل رجل مُسنّ المسجد مصاحباً في يده كرسياً بلاستيكياً، فأسرع شاب وحمله وهو يهتف: “منور يا عم ضيف الحبيب”
فصاح مسن آخر من بعيد: “وحشتنا يا ضيف الغرام”.
هو شيخاً جليلاً في العمر، وجهه حليق شاهق البياض يلبس جلباباً سكري اللون، وعباءة بنية، وعلى رأسه عمامة خضراء اللون، وتشع من عينيه سماحة وصفاء بلا حدود.
أحاطت كلمات الترحيب والأحضان بالعم ضيف، الذي كان صدره يلهث وابتسامته تتسع وعينه تلمع بقطرات الدموع.
قمنا للصلاة … مُصليين صلاة العشاء يعقبها التراويح ثم الشفع والوتر،وبعدها وجدت العم ضيف يمد يده لي ويصافحني ويشد على يدي، ويربت على كتفي ويقول: حرماً يا أستاذ عمر
أمسكت يده بكلتا يداي وقلت له: جمعاً يا عم الحاج.
ووجدت من يأتي عن يميني وعن يساري يصافحني ويقول: حرماً يا شاب، حرماً يا طيب، ونحن نتبادل أمنيات حرماً وجمعاً بطيبة ومودة جميلة.
– حرماً.
– جمعاً.
وتتلاقى الأيادي والعيون في ودٍ جميل.
ثم شاعت المصافحات والدعوات الطيبة في كل مكان، الكل يتحدث للكل ونسمات الخير يرطب بها كل الحاضرين أرواحهم.
ياااه… كم طال اشتياقنا لك يا رمضان، يا شهر الخير والبركات.