بقلم الباحث التاريخى الشريف : أحمد ُحزين شقير الُبصيلى
الأديب الراحل جمال الغيطانى أكد فى كتابه “ملامح القاهرة فى ألف عام” بأن”النرجيلة” كلمة مشتقة من لفظة “النارجيل” الاسم الذي يطلق على ثمرة جوز الهند، يمكن القول أن ترجمته الحرفية تعني “الجوزة” وهو الاسم الذي تعرف به النرجيلة الشعبية في مصر، لأنها كانت مكونة فعلًا من ثمرة جوز هند مفرغة، وتثقب مرتين، ثقب يوضع فوقه الحجر، وثقب تنفذ من خلاله أنبوبة خشبية يتم من خلالها استنشاق الدخان الذي يمر خلال الماء الموضوع في الجوزة نفسها.
وبحسب العديد من المراجع فإن بداية الشيشة أو النرجيلة كانت هندية ودخولها إلى مصر كان دخولاً ملكياً حيث أهدى السلطان العثماني أول شيشة إلى والي مصر محمد علي قبل أن تنتقل من قصره إلى بيوت أمراء المماليك ثم كبار وأعيان مصر وحتى الأحياء الشعبية ومنها حي الخرنفش في قاهرة المعز حيث يتواجد الآن غالبية صناعها.
وتؤكد روايات تاريخية اخرى ان الشيشة كان لها تواجد قبل تولى حكم محمد على وهذا حقيقى مع العلم ان محمد على جاء الى مصر عام 1801م أى قبل ان يتولى الحكم بـــ 4 سنوات وقد ادرك الحملة الفرنسية الى ظلت بمصر من عام 1797 – حتى 1801) فمن الجائز ان الكتاب يشير الى فترة عام 1801م التى كان محمد على باشا معاصرا للحملة الفرنسية قبل خروجها من مصر .
حيث جاء فى كتاب هوامش التاريخ للكاتب مصطفى عبيد إنه طبقا لما جاء في كتاب “وصف مصر” فأن علماء الحملة الفرنسية وجدوا المصريين وهم يدخنون الشيشة أمام منازلهم لكن ذلك كان مقصورا على أحياء بعينها داخل القاهرة وفيما بعد صارت النرجيلة حاضرة في كل منزل من منازل كبار القوم اقتداء بالوالى محمد على الذى كان التدخين عادة يومية له بخاصة أنه كان في الأصل تاجر دخان ( تمباك).
حيث تقول روايات متواترة انه مع بداية ولاية محمد علي باشا في مصر أهدى إليه السلطان العثماني شيشة ومن ثم سرعان ما انتقلت إلى أمراء المماليك وعلية القوم وفي ذلك الوقت كان الفتوات يسيطرون على الربوع المصرية ويحبون التشبه بعلية القوم فأمروا أحد الصناع المهرة بتصنيع شيشة تتناسب مع الإمكانيات المحدودة لهم.
ونحن عبر جريدة حكاية وطن ننفرد بنشر صورة نادرة لإحفاد محمد على وهم حول الشيشة ( النرجيلة ) أمراء الأسرة الخديوية فى عهد الخديوى اسماعيل باشا وترى الأمير والذى اصبح فيما بعد السلطان حسين كامل جالس فى وسط الصورة بين الاميرين حسن عن يسارة ومنصور باشا عن يمينة