صباح_مصري …..
أرزاق …..
بقلم د. سمير المصري.
هو صحيح ان الأرزاق موزعة بالتساوي بين خلق الله ؟
ممكن البعض من الناس يفهم أن الجميع متساوون في الأرزاق
وقد تنتشر فيما بينهم كلمات “كل واحد واخد رزقه 24 قيراط” .
ولكن في الواقع هم يغفلون أن الله يفضل بين شخص وآخر في الرزق
أن له سبحانه وتعالي حكمة لا يعلمها إلا هو
فهو المقدر للأرزاق حسبما يراه فسبحانه وتعالى في مصلحة العبد.
إن الحكمة من تفضيل الرجال على النساء في بعض مسائلِ الإرث:
هي أنَّ الرجال تلحقهم مؤنٌ كثيرةٌ بالقيام بالعيال والضيفان والأرقاء والقاصدين ومواساة السائلين وتحمُّل الغرامات وغير ذلك.
ومن أدلة التفضيل في الرزق قوله سبحانه و تعالى في آية 71 من سورة النحل
“وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ”
وقوله تعالى في آية 21 من سور الإسراء
“انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا”.
نرى بعضهم وقد وفقه الله سبحانه وتعالى ووسع عليه بقليل العمل
ونرى آخرين قد قدر عليهم رزقهم مع كثير العمل..
وهذا التوكل لا يمنع السعي
فإنه الرازق والرزاق سبحانه وتعالى يريد منا قلوبنا
لكنه يأمرنا في أعمالنا ان قلوبنا تتعلق به، وتتوكل عليه
وترجو منه الخير كله وتدعوه اللهم ارزقنا رزقًا واسعًا
وقلبًا خاشعًا ونفسًا قانعة وعينًا دامعة وشفاء من كل داء ..
لكن
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }.
هناك فرق في فكر توزيع الأرزاق بين مؤمن وفاسق !
ان لحظات التفكير الهادئة وتدافع الخواطر في النفس
قليلة نادرة وسط ظروف الحياة المعاصرة
وحين تأتي تلك اللحظات الخاطفة، هي تلك المتعلقة بتوزيع الأرزاق والحكمة الإلهية في طريقة توزيعها
التي لا يمكن فهمها للوهلة الأولى . …
ذات يوم حدث حوارا في حديث حول موضوع توزيع الأرزاق والفقر والغنى ، وكنا نتفكر في المسألة من المنطق البشري القاصر غير الحكيم
واتفقنا على أن ما نراه اليوم أو ما رآه أسلافنا في الأيام الماضية
أو ما سيراه أحفادنا في المستقبل القريب في مسألة الأرزاق
وجني الثروات والأموال
إنما هو أمر لا يعتمد على ذكاء أو قوة عقل وجسم أو أي سبب مادي يمكن أن يخطر على قلب بشر.
فاليوم قد نرى شخصا مسكيناً ذا متربة نشفق لحاله
ونعتبر أنفسنا ونحن المتوسطي الحال مقارنة به
في أفضل حال وفي غنى يتمناه ذاك المسكين
وإذا هو ابتعد عنا وقتا ، ليس هو ذاك الذي عرفناه قبل وقت مضي ، بل بقدرة قادر انفتحت أبواب الدنيا عليه، ووسع الله في رزقه حتى نبدأ نشفق على أنفسنا حين نعيد المقارنة!
ايه هي الحكاية ؟
يعني هو الرزق مرتبط بكثرة العبادة أو قلتها ؟
طيب في علاقة بين الرزق الواسع وبين دين المرء ؟
هل هناك منطق رباني مختلف عن منطق البشر في مسألة الأرزاق؟
ان الأسئلة في هذا المجال كثيرة قد تطرأ على البال في أي وقت
أو أنها طرأت على بالنا في لحظة من اللحظات وفي وقت من أوقات عمرنا المديد بإذن الله ..
والحقيقة التي يجب أن ندركها، ونحن نتحدث عن مسألة الأرزاق
وما إذا كان هناك منطق رباني مختلف عن المنطق البشري فيها
هي أن الله سبحانه وتعالى له حكمته الخاصة في هذه المسألة الحرجة مثلما له حكمته في الأمور كلها ،
فمثلا قد يموت الصغير قبل الكبير، وقد تتزوج امرأة وتعنس أخرى
أو يرزق الله رجلاً البنات ويحرمه الأولاد أو العكس
أو غيرها من أمور حياتية كثيرة لا نفهمها بعقولنا المحدودة وإنما هي أفكار غاية في العبقرية والإبداع والفهم الرباني .
الخلاصة
أن الله سبحانه له حكمته في أن يوسع في رزق شخص غبي جاهل
أو آخر فاسق عربيد أوذاك كافر يعاديه أو ملحد بليد لا يعترف بوجوده سبحانه وتعالي
أو أبله آخر يشكك في وجوده سبحانه ، في حين يضيق الرزق على شخص عابد تقي نقي
أو مؤمن مخلص نظيف القلب ، أو مجاهد في سبيله أو داعية يهدي على يديه الآلاف من البشر..
فما هذا المنطق ؟
إنه دون شك المنطق الإلهي، الذي يختلف عن المنطق البشري تماماً ولا شبيه له أبدا
فنحن نشاء أمراً، والله يشاء آخر.. نحن نفعل ونخطط ما نريده لأنفسنا ولغيرنا، اما سبحانه وتعالى يقرر ما يريده هو لنا ولغيرنا..
غدا صباح مصري جديد ،،،،
د سمير المصري