صباح مصري، الارزاق بالله
بقلم سمير المصري
اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقرّبه، وإن كان قريباً فيسره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لي فيه.
اللهم رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر، الرزق بيد ربنا وحده، سبحانه و تعالى هو الذي خَلق، سبحانه هو الذي رزق، هو المعطي وحده دون أن يشُق ذلك عليه، دون أن ينقص من ملكه شيء، وما على الإنسان إلّا أن يسعى طلباً للرزق، ثمّ يتوكّل على الله.
سبحانه وتعالي يعطي من رزقه دون أن ينقص شيئاً ممّا كتبه الله تعالى للانسان، فالرزق بيد الله فلا همّ.
لا بدّ أن يعلم العبد أنّ الرزق الذي كتبه الله له سيحصل عليه، وهو أصل مهمٌّ من أصول الإيمان بالله تعالى، واعلم ان كثرة الرزق لا تدلّ على محبّة الل سبحانه وتعالى فقد يبسط الله على أهل الضلال في الرزق، ويقتر على أهل الإيمان، فلا تظنّ أن الله يحبّهم ويصطفيهم، فالله يعطي الدنيا لمن يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الآخرة إلّا لمن يحبّ.
سبحانه وتعالي هو المتصرّف في أرزاق العباد، انه يجعل من يشاء منهم غنيّاً، ويجعل من يشاء منهم فقيراً، وذلك لحكمٍ لا يعلمها إلّا هو.
سبحانه وتعالي يُبارك في الرزق بالطاعة ويمحقه بالمعصية، فما عند الله من الرزق والبركة لا يُنال إلّا بطاعته وأعلم انه من استعجل الرزق بالحرام منع الحلال..
نعم إن الصِحة رزق، والأبناء رزق، والصحبة الصالحة رزق، والزوجة الصالحة رزقٌ لزوجها، وكذلك الزوج الصالح رزقٌ لزوجته، والوالدان رزق، والإيمان رزق، والعمل الصالح الذي يعمله العبد رزق، وغير ذلك من الأمور.
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وهيّأ له من الأسباب ما يضمن بقاءه على هذه البسيطة، ومن اجل ذلك سخَّرَ الله سبحانه الأرضَ وما عَليها من دواب، وأنعام، وجماد للإنسان وهيء له كل السبل والطرق التي تساعده على استغلال الأرض واستخراج ما فيها من الخيرات.
لقد أنزَلَ الله سبحانه وتعالي المطرَ، وأنبتَ له الشجر، وساق له رزقه المكتوب له أينما ذهب، وتأكد ان الرزق لا يرتبط بالناحية المادية فحسب، بل يرتبط بكافة نواحي الحياة التي يحتاجها الإنسان.
إن أهمّ ما يجب على الانسان أن يعتقده ليَصدُق ويَقوى إيمانه هو أن يثق ويعتقد ويعلم أنّ الله هو الرزَّاق، وهو خَالَقَ الخَلْقَ ومتولَّى أرزاقهم.
قال الله سبحانه “وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ”، لقد حثّ سبحانه وتعالي على السعي لطلب الرزق، وهي دعوة صريحة للسَّعي إلى الرِّزق، فلا بُدَّ للإنسان أن يسعى حتى يأخذ من رِزق الله الذي قدّره له.
الرِزقُ هو كل ما ينتفع بهِ من مال أو زَرع أو غيرِه، وهو ما يتهيّأ للعبدِ من اللهِ -سبحانه وتعالي- بلا سعيٍ منه ولا نيَة لتحصيله، فليس الرزق كما يظن النَّاس ما يأتي للانسان بطريق العمل أو الاستثمار أو غير ذلك.
ان سبب منع الرزق هو الكفر بالله وإلاشراك في عبادته، وارتكاب المعاصي، وأنّ من أسباب الحصول على الرزق كثرة الاستغفار ، أنّ الله سبحانه هو الذي يقدّر الرزق لعباده، فيُعطي من يشاء ويمنعه عمّن يشاء من باب الابتلاء والامتحان، واعلم أن الصدقة لا تنقص من المال شيئاً، بل هي من أسباب البركة في الرزق.
*الخلاصة
أن كل من يتق الله تعالى ويخافه فلا يعصيه، وكل من يتوكل عليه في أموره فإنّه يجعل له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل كرب أصابه فرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب.
يا أرحم الراحمين، يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت الملك الحق المبين، اللهم اكفني وأغنني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. يا الله، يا رب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً، برحمتك يا أرحم الراحمين.
غدا صباح مصري جديد..
دكتور سميرالمصري