صالون شباب الإسكندرية الثقافي يدشن منتداه الطبي التثقيفي الأول
كتب: مراد غيث
عدسه: حماده ميمي
تحتل العناية بالصحة ومكافحة المرض بؤرة إهتمام أفراد ومؤسسات المجتمعات المتحضره، وتتصدر هرم أولوياته، فهي أحد أهم مستلزمات بناء مجتمع قوي قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الخطط والاهداف.
من هذا المنطلق قام صالون شباب الأسكندرية الثقافي -أحد أهم المنتديات الثقافيه في عروس البحر المتوسط- بعمل تعديل في جزء من نشاطه والتوسع في تناول مفهوم الثقافه من منطلق أن الثقافه وعي وإرشاد ،وليس حكراً على الشعر الأعمال والنثرية، وأن من أهداف الثقافة النزول الى المجتمع وترك بصمه إيجابيه بين أفراده.
فقام الصالون بتدشين الجلسة الافتتاحية للمنتدى الطبي الأول بالأسكندريه ،لنشر الوعي الصحي بين افراد المجتمع ،وذلك من خلال ندوه تحت عنوان” الثقافة الطبية تحديات ومعرفة” ، لتكون تلك هي البداية لسلسلة من الندوات التثقيفيه التي يرسل من خلالها الصالون الثقافي رسائل توعوية إلى كل من أراد الدواء ولم يجد دليلا، ومن بحث عن الشفاء ولم يجد الا عناء الداء، وكل حائر إشتاق للمعافاة من المرض ولم يجد الدواء الكاشف لبلائه.
أدارت الندوه الشاعره والاعلاميه “هناء الكومي” مؤسس صالون شباب الأسكندرية الثقافي، حيث قدمت التحية للحضور والمنصه موضحةً الهدف من هذا المنحنى الجديد الذي إنتهجه الصالون، المتمثل في المزج بين الوعي الصحي والفن والثقافة بحيث يمنح كل منهما قدر من المزايا التي يحتاجها الآخر ،ويكمل كل منهما الآخر ،لتكوين جبهة مشتركة لترسيخ الوعي اللازم لمجابهة المرض والحد من الجهل به .
بعدها نقلت الكلمة للدكتور” احمد يوسف” رئيس قسم الصدر بكليه الطب جامعه الاسكندريه والمرشح على مقعد نقيب الاطباء للحديث عن مرض “حساسيه الصدر”، حيث قام بالتعريف بمرض حساسية الصدر، أسبابه -انواعه- مدى خطورته- آليات التعامل معه .
وأكد على ضروره معرفه التاريخ المرضي للمصاب بها لتجنب التعامل الخاطئ معها.
كما اشار الى الخطوره الجسيمه التي يتسبب بها التدخين، فهو يزيد من فرص الإصابة بأورام الصدر والسكته الرئويه ،لا سيما التدخين السلبي خصوصا اذا كان المدخن هو الأم الملازمه بشكل دائم للأبناء.
مشيراً الى أن تحليل الدخان المنبعث من السجائر نتج عنه إكتشاف 3800 عنصر منها الضار ومنها المحفز للضرر. واكد أن تناول الشيشه كبديل للسجائر لا يقلل الخطوره بل قد يتسبب في آثار كارثية على صحة المدخن .
وأشار أنه يفضل رياضه السباحه للمصاب بالأمراض الصدريه على أن يكون الكلور المستخدم في حمامات السباحة مطابق للمواصفات العالمية.
بعدها تم فتح باب طرح الأسئله من الجمهور على الدكتور احمد يوسف.
وبسؤاله عن جدوى إستخدام “السيجاره الالكترونيه” كبديلا للتدخين اجاب أنه يرى أن ضررها أقل ،ولكن بزياده الإستهلاك فإن الضرر يظل قائماً.
وبسؤاله عن الحساسية الموسمية وهل من علاج نهائي لها اجاب بالنفي،و أنه لا يوجد علاج نهائي لها انما هي أزمه والأزمه تدار ولا تحل.
وبسؤاله عن مرض “المياه على الرئه” أجاب أنه بتحليلها تم اكتشاف انها تحتوي على بروتينات عالية، وأن أسبابها قد تعود الى أورام او او درن او أمراض روماتيزمية.
وعن مرض الكورونا وكيف تم التصدي له .
اجاب ان أعضاء هيئه التدريس بجامعة الأسكندرية يصل إلى 8000 تم توزيعهم على لجان لوضع البروتوكول. فكان منها “لجنة الأشعه” و”لجنة ترتيب خطورة الحالات” و”لجنه لمتابعه المستهلكات وتحديد الإحتياجات “و”لجنه للعنايه المركزه وارسال تقارير يوميه” و”لجنه للعزل المنزلي” و”لجنه للدعم النفسي للتعامل مع الآثار النفسيه السيئه لدى المريض بعد الاصابه” و”لجنه مركزيه” برئاسته تكون عضو في جميع اللجان السابقة، لمتابعه آخر المستجدات والتنسيق بين القرارات المتخذه حيال الأزمة ، وبفضل تضافر الجهود والجهد الشاق الذي قام به اطباء جامعه اسكندريه لم تتعد نسبه وفيات مرضى كورونا 6% ،وكان أغلبهم من كبار السن او المصابين بأمراض أخرى الى جانب كورونا.
كما اشاد بدور المجتمع المدني في دعم العمل على مكافحه إنتشار المرض والحد من تأثيره خصوصا مساعدات رجال الاعمال لسد إحتياجات المستشفيات ومواجهه ضعف الامكانيات أثناء إداره الأزمة .
وأكد أنه حين تولى مسؤوليه إداره هذه الأزمة طالب بضروره التوسع في اللامركزيه في إتخاذ القرار المناسب امام اي مشكله تواجه اي مسؤول.
وعن تضارب البيانات حول أعداد مصابي كورونا و نسبة الوفيات في مصر بينما تميزت دول اخرى بدقه البيانات، اجاب أن الدول التي تميزت دقه بياناتها كانت تتولى إداره الأزمة من خلال المستشفيات الحكوميه ووزارة الصحة فكانت التقارير مركزيه وشامله بينما في مصر كانت إدارة الأزمة منقسمه بين المستشفيات الحكوميه والمستشفيات الخاصه والمراكز الطبيه فكانت النتائج الصادره من المستشفيات الحكوميه اكثر دقه بينما يصعب الحصول على بيانات وافية من المستشفيات الخاصه والمراكز العلاجية.
بعدها انتقلت الكلمة للدكتوره “دعاء سلماوي “أستاذ المخ والأعصاب والطب النفسي جامعه الاسكندريه.
لإلقاء الضوء حول مرض السكتة الدماغية.
فقالت أن المرض مميت وقاتل، بل هو ثالث سبب للموت بعد الأورام والسكتة القلبية ومن لم يمت بعد إصابته بالسكتة الدماغية فإنها تترك لديه عاهة مستديمة ،ومن أعراضها “فقد القدرة على النطق- التشنجات-ضعف الذاكرة -الدوار ” .
وتحدث السكته الدماغيه في الغالب نتاج جلطه في الشريان المؤدي للمخ أو حدوث نزيف في المخ .
وأشارت الى أن من أسباب حدوث السكته الدماغيه إرتفاع ضغط الدم، والسكر المرتفع الذي قد يؤدي إلى تصلب الشرايين وبالتالي الجلطه التي تنتهي في الغالب بالسكتة الدماغية، كما يرجع السبب أيضا الى الاسراف في التدخين الذي يتسبب في حدوث أورام أو تصلب شرايين القلب والمخ، وتأتي العشوائيه في تناول الدهون المتمثله في الكوليسترول الضار كأحد أهم الاسباب المؤديه إلى حدوث السكتة الدماغية.
وأكدت أن التشخيص السليم، والتدخل العلاجي المبكر ، من أهم مقومات إنقاذ المريض.
وفي نهايه كلمتها أشارت إلى أن المرض يحتاج إلى معاملة خاصة ورعاية طبيه متكاملة ،ونظام غذائي ملتزم ودواء منتظم فإذا فعل المريض ذلك أمن من شره وروضه وعاش به ومعه لا يلقى اي متاعب ولا يواجه أي مضاعفات.
والواقع أنه لوحظ إنتشار الأمراض في السنوات الأخيرة لما لا يخفى من رتم الحياة العصرية بكل ما فيها من كماليات ومغريات وماديات ومعاناة، ولا شك أن الضغوط النفسية المستمرة تلعب دوراً في تنشيط الإصابة بالأمراض ،ولكن بحسن التعامل مع المرض من تشخيص مبكر وتشخيص دقيق ودواء مناسب ورعايه طبيه وجو صحي نتمكن من تضييق دائره انتشار الامراض والحد من مضاعفاته
ثم تحدث الدكتور “حسن عبد الرحمن” أمين عام نقابه أطباء الأسكندرية.
حول أساليب إداره الطوارئ داخل المستشفيات.
وأشار إلى أن الطوارئ تنقسم إلى قسمين ، الأول هو خطورة الحاله فليس كل الحالات بنفس درجه الخطوره، حيث منها ما يحتاج إلى التدخل اللحظي ،ومنها ما يمكن تأخيره برغم خطورته للتدخل في حالات اخرى أهم وأكثر خطوره.
وأشار الفريق الطبي المعالج هو المنوط به تحديد الحالات الأكثر خطوره، وهو الأمر الذي يحتاج وعي من المرافقين للمريض، لعدم إثارة المشكلات .
أما القسم الآخر فيتمثل في الكوارث والأزمات التي تتعرض لها المستشفى كمنشأة ،كإنقطاع التيار الكهربي عن المستشفى أو حدوث حريق.
وهنا تكون المخاطر مضاعفه حيث يطالب الفريق الطبي و العاملين في المستشفى بالحفاظ على حياتهم وحياه المرضى الغير قادرين على الحركه والحفاظ على الاجهزه الطبية باهظه الثمن وشديده الأهميه في المستشفى للخروج بأقل خسائر من الأزمة ،مما يتطلب التدريب على حسن إداره الأزمات في مثل هذه المواقف.
وأشار إلى أن الإدارة الناجحه تقوم على” الموهبه، والعلم، والخبره”.
وبسؤاله بصفته طبيب أمراض السكر والغدد الصماء عن كيفيه التعامل مع دخول مريض سكر في أزمه .
قال ان أزمات السكر تنقسم الى قسمين، إما أزمات ناتجه عن انخفاض حاد في السكر او ناتجه عن إرتفاع شديد في السكر، في حاله عدم معرفه أيهما سبب الأزمة، فعلينا ان نتعامل مع الأزمة على أنها ازمه انخفاض سكر ،حيث أنها الأكثر خطوره على حياه المريض، وهذا يعني ضروره مد المريض بالجلوكوز اللازم لإنقاذه حتى يتبين السبب.
بعدها قامت الإعلاميه هناء الكومي بفتح باب المشاركه للجمهور فكانت اولى المشاركات بكلمه للدكتور “محمد انسي الشافعي”، نقيب صيادلة الأسكندرية ،والتي أعرب خلالها عن سعادته بمثل هذه الندوات التي لم نعتدها في المنتديات الثقافيه، وتمنى زياده مثل هذه الندوات، وطالب المنتديات الثقافيه بان يحذوا حذو صالون شباب الأسكندرية الثقافي، لتقديم الوعي الطبي بلغه بسيطه، سهله الوصول إلى الجمهور.
وقال أن ضغوط العمل في الطب واوقات الفراغ التي قد تتاح لبعض الأطباء تفجر الابداع لديهم، فلا تعارض بين الطب والفن والثقافه، وقدم الدعوه لصالون شباب الأسكندرية الثقافي لتقديم فعالياته في نادي الصيادله بالأسكندريه.
إنتقلت الكلمة بعدها للعميد” رافت ثابت” رئيس نادي أطباء الأسكندريه وقال إننا لا ننسى الدور العظيم الذي قام به الأطباء خلال أزمه كورونا، وطالب الحضور للوقوف دقيقه حداد على أرواح شهداء الأطباء اللذين قضوا في هذه الأزمة مضحين بأرواحهم في سبيل انقاذ المرضى.
بعدها طالب بعض الأطباء الدكتور احمد يوسف بصفته مرشح لمقعد نقيب أطباء الأسكندريه بعرض برنامجه الانتخابي، فأجاب أن البرنامج الإنتخابي يتمثل في عده نقاط اهمها :
1 . تعزيز التواصل بين الأطباء والنقابه
2. عمل دبلومات مهنيه لشباب الأطباء لرفع مستواهم المهني، مع دعم بعضها من قبل النقابه، وذلك للإرتقاء بكافة التخصصات.
3. التواصل مع الجامعات العالميه لرفع اداء الاطباء في التخصصات النادره.
4. زياده موارد النقابه لسداد ما عليها من مستحقات وعلى راسها المستحقات على نادي الاطباء.
5. دعم الرحلات الداخليه للساده الاطباء
6 .ضروره زياده الخدمات المجتمعيه للنقابه داخل المجتمع السكندري ،من قوافل طبيه وندوات تثقيفيه.
7 .ضروره معالجه بعض الافكار السلبيه لدى المجتمع عن الطبيب، حيث من المعلوم أن كل مجال فيه فئه قد تسيء للمهنه ،والطب جزء من هذه المجالات فقد يسيء بعض الاطباء الى المهنه وهذا دور النقابة لمحو هذه الصورة السلبية.
8. التنسيق بين مديري المستشفيات ورجال أعمال الأسكندريه لتوفير طلبات المستشفيات من الأجهزة والمعدات.
9. تذليل العقبات الروتينيه التي تواجه الاطباء من خلال إداره
العلاقات العامة بالنقابة.
تخللت الندوه بعض الفقرات الفنية الرائعة التي قدمها أعضاء اللجنة الفنية بصالون شباب الأسكندريه الثقافي والتي حظيت بإعجاب الحضور و أضفت لمسة إبداع تضاف إلى هذه الوجبة الدسمة من المعلومات الطبيه والعلميه الهامه.
وفي نهايه الندوه قدمت الشاعرة والإعلامية هناء القومي الشكر لضيوف المنصة والحضور متمنيةً ان تكون الندوه قد حققت الهدف المطلوب منها والمتمثل في رفع الوعي الصحي بين أفراد المجتمع بلغه بسيطه وسهله.
مع وعد بالمزيد من الندوات على نفس المستوى من التميز .