رمضان بالمصرى ..”موائد العائلات وصلة الارحام ”
بقلم الكاتب / سمير احمد القط……
بسم الله الرحمن الرحيم:
وَ(الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) سورة الرعد 21.
لاشك أن الإسلام يهدف إلى بناء مجتمعٍ متراحمٍ متعاطف، والأسرة هي وحدة هذا المجتمع، لذلك اهتم الإسلام بتوثيق عراها، فقال الله سبحانه وتعالى:
﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى ﴾ [النساء: 36].
وفي الحديث الشريف قرن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التوحيد وإقامة الصلاة والزكاة مع صلة الأرحام، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، أخبرني بعملٍ يدخلني الجنة،
فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
“تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم”.
وصلة الأرحام برهان على صلاح الباطن بالتقوى، وصلاح الظاهر بحسن الخلق مع عباد الله، وهي دليل على إيمان المسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”.
وشهر رمضان المبارك أفضل مناسبة للتغيير الاجتماعي وإصلاح ما فسد من علاقاتنا الاجتماعية وما قطع من أرحام، ففي أجواء شهر الله الإيمانية يتغير كل شيء، وتكون النفوس قابلة للتغير والتغيير، لذلك على المؤمنين استغلال هذه الفرصة العظيمة لصلة الأرحام ومحو الخلافات، والتزاور وإطعام الطعام، فدعوة للإفطار أو تزاور فيما بين الناس وكذلك التكافل الاجتماعي كفيل بإذابة جبال الجليد التي تكون قد نتجت عن خلافات أو سوء فهم، كما أنها تشيع جوًا من المودة والرحمة بين الناس.
ووسائل صلة الأرحام كثيرة ومنها::
تلك الصورة الطيبة التى تلقى بظلالها على ايام وليالى شهررمضان المبارك بما تفيض به تلاحم وتراحم وربط لاواصر المحبة والود بين الاسر المصرية والعربية ايام هذا الشهر المبارك وقد وجد الالاف من الاسر المصرية ان لم يكن الملايين منها هذا الشهر فرصة هائلة لذلك وللتزود والفوز بالاثابة الالهية والرضى الربانى مابين صلة للارحام وافطار للصائم فسارعت جميع الاسر ومنذ اليوم الاول من الشهر الفضيل بتوزيع الدعوات على الاهل والاقارب للافطار الجماعى حيث تمتلئ الموائد الاسرية والعائلية بما لذ وطاب من الاطعمة التى تروق ضيوفها مع الحفاظ على الثوابت الرمضانية من الاطباق الشهية كالسلطات والمرق والكنافة والقطائف ، وقد امتدت تلك العادة الجميلة التى لايكاد يخلو منها بيت او عائلة لتشمل الاصدقاء والجيران والاصهار وما اكثر ما تفيض به تلك الموائد وتتسم به من المسامرات والضحكات والتطرق الى ذكريات الاسر بتلك الايام ،
ورغم مافى تلك العادة من مظاهر عديدة من الكرم والجود والترابط العائلى والاسرى الا ان مايزيدها جمالاً هى تلك الصور التى تربط بين اجيال تلك الاسر حيث التعارف بين الاطفال من ابناء العائلة الواحده وانصهارهم واندماجهم من الصغر الامر الذى يزيد من الروابط الاسرية ويعضد قيمتها ومعانيها السامية ،
ولهذا فقد كان لايام وليالى شهر رمضان المبارك السبب الاسمى فى تغيير في كل شيء، في حياة المصريين بشكل خاص وحياة المسلمين بشكل عام اجتماعياً ودينياً وكان باباً اضافياً للتراحم والصلة والترابط وزيادة مشاعر الود والمحبة فى النفوس وثراء قيم التراحم والتكافل فيما بيننا . والى اقصوصة اخرى من طقوس ومشاهد شهر رمضان بالمصرى نلتقى ان شاء الله