رسالة إلى صديقي
بقلم/ مريم صبري
اليوم استيقظت علي صوت داخلي يُلح عليها المحاولة مرة أخري..المحاولة في كل ما يتعلق به قلبها، و كل ما تشتاق إليه روحها..
لطالما وصفها الجميع بأنها شجاعة؛ بل تحارب من أجل ما تريد..تسارع الزمن للحصول علي ما تهوي..و لكنها تقف عاجزة أمام من تهوي !
تلك الجرأة المفرطة التي دائما تتسبب فيما يحدث لها من الكوارث، تلك التي يقف العقل أمامها مذهولاً لتخطيها كل قواعد المنطق، و يقف القلب أمامها متحمساً لخوض تلك المغامرة الجديدة التي يمكنها ببساطة بالغة أن تُنهي حياتها..و لكن يكفي انهاء حياتها بحماس!
أو ربما ستنتهي تلك المغامرة ببداية قصة أخري، ترتوي بها الروح، و يقف القلب أمامها عاجزاً من شدة جمالها..
شردت بنظرها قليلا لتجد ما يدفعها الي الأمام أكثر..فطالما تأثرت بالحلاج؛ لتجد بعض من أبياته المفضلة لديها امامها، و كأنه يحدث روحها قائلاً: “يا نسيم الروح قولي للرشـا لم يزدني الـِورْد إلا عطشـا..لي حبيبٌ حبّه وسط الحشـا إن يشا يمشي على خدّي مشا..روحه روحي وروحي روحه إن يشا شئتُ وإن شئتُ يشـا”..
شعرت بالضيق قليلاً..فلم تكن تنوي القدوم علي تلك الخطوة اليوم..لم تكن تنوي كتابة رسالة أخري له..و لم تكن تنوي اختيار باقة أخري من الورود له..و لكن شوقها إليه اعظم من التمسك بتلك القرارات المنطقية السخيفة، فما المنطق من مقاطعته لمجرد أنها لم تتلق رسالة واحدة منه حتي الآن؟ ما الفائدة من عدم سرد تفاصيل يومها له لانشغاله الدائم عنها؟ و ما الجدوي من عدم ارسال تلك الورود التي تظن أنه يعشقها، حتي و إن لم يبد إعجابه بها من قبل..
و لكن..لا فائدة لذلك..ستكتب الرسالة حتي و إن وقق الجميع أمامها، ستجد طريقة للتحدث إليه.. فقلبها لا يعرف المستحيل، و لن يقبل بالهزيمة !
جلست وحيدة في غرفتها، بعيداً عن صخب العالم، و بدأت في استرجاع صورته أمام عينها، و كيف تسترجع صورته و لم تغب ملامحه عنها لحظة واحدة..
أو..تلك الملامح التي رسمتها له في خيالها…
أما الورود، فلتكن بسيطة اليوم..فالأحمر يكفي.. ربما باقة من مائة وردة تكفي.. أو ربما أكثر؟ فوالله ألف وردة لن تكفي التعبير عن شوقها إليه…فلنكتفي بالمائة اليوم!
أما الرسالة، فاختيار الورق أهم من الكلمات..فورقة صغيرة اليوم ستكون كافية..فلا تود أن تؤثر كلماتها علي جمال الورود..فالأحمر للوعة القلب و لهفة الاشتياق، و المائة للتمني بأن يعيشا معا فوق المائة عام، و الكلمات لجذب انتباهه لوجودها ليس أكثر..
أما عن كلماتها:
“لا أدري إن كنت غائبا حاضرا، أم إن كنت أنا من أعيش في وهم حضورك..و لكنك معي، و هذا ما يعني روحي الآن!
اعتذر عن قسمي علي عدم الحديث معك مرة أخري، فربما الورود تحدثك عن مدي اشتياقي اليك..
انتظر رسالتك بشدة..ربما يمكننا أن نحتسي القهوة معا و نتحدث عن اشتياقنا لديسمبر و الأمطار..
أو ربما يمكننا مناقشة الأزمة الاقتصادية العالمية، و عن قسوة العالم الذي نعيش فيه اليوم..
و ربما أيضاً يمكننا التخطيط لحياتنا معا بعيدا عن ضجيج العالم و قسوته…ربما بإمكاننا إنجاب قبيلة كاملة تدعو للخير، و الحب، و السلام..
ربما الخلاص العالم بين يدينا نحن..
فهل مازلت تحتاج إلي امضاء؟!
أتمني أن تنال الورود إعجابك..
رجاءا اعتني بها جيدا..
الي لقاء قريب جداً..