كتب إياد رامي.
كتب شيخ الأزهر ناعياً : “رحم الله طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي، وأسكنه فسيح جناته، ضرب المثل في الإنسانية، وعلم يقينًا أن الدنيا دار فناء، فآثر مساندة الفقراء والمحتاجين والمرضى، حتى في آخر أيام حياته، فاللهم اخلف عليه في دار الحق، وأنزله منزلة النبيين والصديقين والشهداء .. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
إستيقظ الآلاف من متابعي ومحبي الدكتور محمد مشالي على خبر وفاته، نعم رحل طبيب الفقراء!
رحل من كان سنداً وداعماً للمساكين!
الألم يتعصر مرضاه ومتابعينه!
حالة من الحنين إلى زمن الطيبين!
إهتمام كبير عكسته مختلف وسائل التواصل الإجتماعي بوفاة طبيب الغلابة صباح اليوم، حزنا على رحيل هذا الطبيب الإنسان الذي ترك إثر طيب ودرس في نفوس من حوله ومجتمعه، لون ببساطته، وحواره البسيط العذب فكر وعقول المتعاطفين ومحبي الإنسانية والعمل الخدمي والتطوعي، ترك رسالة باتت مسجلة باسمه بملامحمه المنهكة عناء الزمن والعمر وخبرات السنوات، إن الإنسانية في خير، وإن المعادن الطيبة ماذالت موجودة في مجتمعنا المصري، بما يؤكد أن قلب مجتمعنا مازال يحمل الطيبة والرقة والتعاطف ، وبوصلة اختياراته الصحيحة مازالت تعمل بمنتهى الكفاءة والدقة والصدق .
شخص تجسدت فيه الإنسانية بكل معانيها، فقد كرس حياته وعلمه وجهده من أجل الفقراء، ليثبت أن جهد فرد واحد، إذا أخلص وصدق يمكن أن يصنع الكثير لإنسانيته، وعزاؤنا لأسرته ولآلاف الفقراء الذين سيفتقدونه بعد الآن، هذا الطبيب العظيم الذي كرس حياته لخدمة المرضي الفقراء ولم يتجاوز سعر الكشف في عيادته العشرة جنيهات ، على مدار ٥٥ عاما، عملها مشالي في خدمة الفقراء والمحتاجين،
والذي رفض نقل عيادته في مكان أفضل تمسكا ببني جلدته، ووصية والده الراحل الذي أوصاه بالفقير خيراً، معظم سكان الغربية وقري محلة مرحوم وحواليها، والآف الفقراء من ريف مصر ومدنها يتوافدون علي عيادته، وكان يجري بعض العمليات الجراحية بأدوات بسيطة وبقروش زهيدة، مع إمكانية توفير العلاج لمن لا يملك .
مصر مليئة بهذه النماذج المشرفة من أطباء وغيرهم بمهن أخرى ، التي لم يتغيروا ويتأثروا بملوثات الحياة، وهم أحق بالاهتمام والتقدير والعرفان منا ومن الدولة، هم روح مصر وضميرها الحي وسر بقائها عبر الآف السنين، هم ملائكة الرحمن تسير علي قدمين وتعيش بين ظهرانينا لتدفئ نفوسنا وقلوبنا بالرحمة والمحبة والنور .
طوبي لهؤلاء العظماء ، وتحية لروح آخر راحليهم الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة الأشهر في مصر .