كتبت مني محمد
يعيش الانسان ليتعلم مهما بلغ من الكبر والثقافة والنضج، ولقد تعلمت على الكبر شيئًا أسعدني وبدأت في التدرب عليه وأتمناك أن تحذو حذوي. فالفارق بين الشقاء وراحة البال ٥ دقائق والفاصل بين طريق اللاعودة والاستقرار ٥ دقائق فقط. فحين يستفزك انسان أو يغيظك بكلماته او فعله وترد عليه مباشرة قولًا أو فعلًا في لحظة انفعالك أو ثورتك ستخسر الكثير والكثير جدًا خاصة ان هذا الشخص صديق او زوج او حبيب. فلو أعطى الانسان نفسه ٥ دقائق فقط يبتعد فيها ويصمت ولا يفكر في الكلمات التي أثارته ويفكر فقط في كل شئ جميل بينه وبين هذا الانسان قبل أن يرد لتغير الحال تمامًا. فعلميًا يفرز الجسم خلال ثوان عدة هرمونات عند الانفعال. وهذه الهرمونات تثير الجسم والعقل وتسبب التوتر الشديد وسرعة ضربات القلب ورفع الضغط المفاجئ وقصور الدم للمخ مما ينتج عن فعل او قول اهوج. ومن نعم الله علينا ان أهم هذه الهرمونات وهو هرمون الادرينالين قصير المفعول جدًا ويذهب تأثيره بعد ٢-٣ دقائق وربما يختفي تأثيره تمامًا بعد ٥ دقائق ليفرز في البول. والجميل ان رسولنا الكريم علمنا ولم نتعلم ونسينا فقد قال (إذا غَضِبَ أحدُكم فلْيسكتْ) وهو ما أكده العلم الحديث. والاسلام جعل كظم الغيظ والعفو سبيلًا للإحسان وثاني مرتبة بعد الصدقة (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) وعلمنا ماذا نفعل إذا غضبنا (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ). وروعة الكلمات هى ربط الاثم والفواحش بالغضب ولكن تخصيص الغضب وحده بالعلاج الفوري وهو غفران الإساءة وكأن الله يعذرنا في غضبنا ويدعونا للعلاج. والانجيل يقول (الرجل الغضوب يهيج الخصام، والرجل السخوط كثير المعاصي). ويقول (واغضبوا ولا تخطئوا، ولا يغرب الشمس على غيظكم ولا تعطوا إبليس مكانًا). لقد تعلمت ذلك على كبر من صديق عزيز وكنت سريع الانفعال وبدأت التدريب على سياسة الدقائق الخمس واراحتني كثيرًا فادعوك لتجربتها ونصيحة احبابك واهلك بها لاننا ننسي كل ما تعلمناه عند الغضب ويبقى ما تعودنا عليه.. لذا فإننا نحتاج التدريب المستمر لنكسب الدنيا… وبعض بقصدالآخرة…!!