خاطرة للتذكير والتنوير والتبصير
لاستقبال رمضان …
بقلم د. إبراهيم الجمل
رمضان منحة ربانية من أجل التغيير والتزكية والتصالح والوصول للسعادة الحقيقية مع الله وصفحة جديدة في الحياة…
. وذلك من خلال تهيئة النفس والعقل والقلب للانتفاع من شرف الزمان وأفضل أشهر العام كله فيه الصيام والقيام والدعاء والاستغفار والعتق من النيران ..
. أولا:
بحسن الاستقبال بالفرحة والسرور والتيقن أن هذا الشهر منحة ربانية ورحمة إلهية من رب البرية
قال تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)
وأي فضل مثل هذا الفضل وأي رحمة مثل هذه الرحمة
حيث الجنة مفتحة وأبواب النار مغلقة وينادي منادي من قبل الله يا باغي الخير أقبل ….
شهر البركات والانتصارات
– ثم الاستقبال والتهيئة بالتوبة والعودة إلى الله وكثرة الاستغفار والدعاء
حتى يبدل الله السيئات حسنات
وذلك بالإقلاع عن الذنوب والندم على ما فات والعزم على أن لا تعود ورد المظالم لأهلها …
. ثم استقبال شهر القرآن والصيام والقيام والعتق من النيران والانتصارات والفتوحات والرحمات والبركات ومغفرة الذلات …
بتزكية النفوس بالتخلية والتحلية
التخلية من آفات النفس والتى هي سبب الموبقات والانحراف والانحطاط والفساد في دنيا الناس …
التخلية والتطهير من الكبر ، والغرور ، والكذب ، والخيانة ، والعجب ، والحقد والحسد ، والغل ، والمغيرات ، والنكران لنعم الله….
. والتحلية
بالذكر والشكر والافتقار إلى الله و
بمعرفة الإنسان حقيقة نفسه بالضعف ، والافتقار إلى الله
وأن يتأدب مع من خلقه فسواه فعدله … ( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )
وأن يكون معترفاً بنعم الله عليه وأن يشكر الله ويحمده في كل لحظة على ما أعطاه من نعم لا تعد ولا تحصى
. نعمة التنفس
نعمة النظر ،نعمة التحرك ، نعمة نبض القلب الذي ينبض دون توقف منذ أن كنت في بطن أمك
نعمة الجهاز الهضمي ، نعمة الجهاز العصبي ، الجهاز المناعي ، نعمة العقل
وكيف لو أن الإنسان يذهب عقله في اليوم دقيقه واحده
فيكون مجنوناً هل سوف يكون له أو لها زوج هل سوف يكون له أو لها صديق أو وظيفة …
قطعا سوف يكون هناك قلق فربما قتل زوجه في هذه الدقيقة أو أفسد العمل أو أفشي السر أو فعل أمرًا مشينا …
. نعمة الإيمان والإسلام والقرآن ونعمة أن أرسل خير الأنام …
نعمة الستر والعفاف والعافيه والأمان والسلام ….
إنها نعم لا تعد ولا تحصى
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار.)
. أخي وحبيبي
إن رمضان هو فرصة للقيام بشكر نعم الله علينا هو فرصة لكي نتغير إلى الأفضل ونترك العادات والذنوب السلبية في حياتنا …
قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
فهي فرصة لكي نفرح مع أحبابنا جميعاً بهذه الطاعة والعبادة في هذا الشهر الفضيل
فتعالوا نحسن الاستقبال بالفرحة والسرور
وقراءة القرآن ، وذكر الله كثيرا ، والصلاة والسلام على خير الأنام صلى الله عليه وسلم
والاستعداد بتصويب النية والعزم على التغيير وبداية صفحة جديدة مع الله ومع أنفسنا ومع الناس …..
وصل اللهم وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
كتبه
د. إبراهيم الجمل
الفقير إلى مولاه الغني بفضله وكرمه …