حوار مع طائر مهاجر
كتب عماد برجل
شاء القدر أن اتقابل مع أحد زملاء الجامعة القدامى في إحدى اللقاءات الثقافية وعندما سألته عن أخباره مع المعاش فاجئني بأنه مايزال في العمل رغم تخطيه الستين عاما!!!
كيف هذا؟ رد قائلا بأنه لم ينتظر تعيينات القوى العاملة أو مسابقات شركات القطاع عالرغم أنه خريج كلية العلوم.
ولكنه حزم حقائبه واتجه إلى إحدى الدول الأوربية باحثاً عن عمل مناسب يقتات منه و يبدأ رحلة كفاحه مع الحياة..
“بالطبع لم تكن رحلة سهلة نظراً لاختلاف اللغة والظروف المحيطة من مناخ وأناس مختلفين وشعور صادم بالغربة، وكان علي أن اقاوم كل هذه التيارات المعاكسة لكي أعيش.”
“في بداية وصولي إلى هولندا وبعد عناء شديد من البحث عن سكن ياويني من برد الشتاء القارس عثرت اخيرا عن طريق الإخوة المغاربة على سكن ملائم”.
ثم بدأت الرحلة الكبرى وهي رحلة البحث عن عمل في ظل هذه الظروف الصعبة.. تم العثور على وظيفة متواضعة بطبيعة الحال في أحدى شركات النظافة وكان صاحب الشركة مصري.
وما ادراك ما المصريين عندما يتقابلوا في العمل بالخارج.. وبالطبع لم يظل مجدي خيري وهو بطل قصتنا اليوم أكثر من ستة أشهر، وذهب يبحث عن رزقه في مكان آخر.
حتى تم العثور أخيراً على فرصة للعمل بمطعم إيطالي في غسيل الاطباق وأدوات الطعام، واستمر يعمل في ذلك المطعم حتى تدرج في وظيفته خلال عام وأصبح شيف.
وخلال تلك الفترة وبعد وصوله هولندا بحوالي ثلاثة سنوات تزوج بهولندية لكي يحصل على الجنسية الهولندية بحسب القانون الهولندي.
ثم بعد ذلك تم افتتاح اول مطعم مصري في تلك المنطقة الريفية آلتي تبعد حوالي أربعين كيلومتر من أمستردام ليبدأ مجدي رحلته كرجل أعمال بارز في هولندا.
وفي النهاية يوجه مجدي رساله الى شباب اليوم بألا ينتظروا الوظيفة ويسعوا إلى الرزق والعمل والعلم في أي مكان. اقتداء بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم “اطلبوا العلم ولو في الصين.”